في خطوة لافتة، تبرأ حزب الأصالة والمعاصرة من تصريحات حليفه في التحالف من أجل الديمقراطية، صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، التي تحدث فيها عن استبعاد تسليم السلطة للإسلاميين بعد انتخابات 25 نونبر «لأن لديه ديمقراطية أكثر نضجا». واعتبر الحبيب بلكوش، عضو المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، أن مزوار عندما يطلق مثل هذه التصريحات، فإنه «لا يختلف في شيء عن بنكيران حينما يؤكد بأنه لن يعترف بالانتخابات في حال عدم تصدره نتائج الانتخابات، وقال إن «مقولة أنا ومن بعدي الطوفان لن تفيد البلد، وأخال أن اللحظة الانتخابية أصبحت غالبة على استراتيجية البناء، وهو ما يسيء إلى الطبقة السياسية بكاملها». وفيما أكد بلكوش، الذي كان يتحدث في لقاء صحفي عقد زوال أول أمس الثلاثاء بسلا، على أن تصريحات حليفه في «جي 8»، التي تأتي في سياق تصريف المواقف لا تلزم حزبه، أوضح أن المنهجية الديمقراطية تقتضي الاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي تبقى الحكم الوحيد بين الأحزاب المتنافسة. بلكوش اعترف أن الحملة ضد «البام» كادت تعصف بالحزب وتعطي أكلها، وأن الحزب، طيلة أشهر، كان في مهب الريح في الساحة السياسية، وكان الكل يعتقد بنهايته في ظل صراعات داخلية ونزيف استقالات، مشيرا إلى أن الخروج من تبعات تلك الحملة التي انطلقت بعد 20 فبراير الماضي، تطلب بذل مجهود كبير على مستوى تدبير الاختلاف، و«الذي كان صعبا وشاقا، لكننا تمكنا من ربحه. كما استطعنا كسب الرهان من خلال المساهمة في الإصلاحات الدستورية والقوانين المؤطرة للعملية الانتخابية، وبعبارة واحدة نقول: «البام» هو جزء من دينامية المجتمع». وأوضح بلكوش، الذي كان مرفوقا بخديجة الكور، عضو المكتب الوطني لحزب «الجرار»، أن تحالف «جي8» جاء ل«فك العزلة عن أنفسنا، وفي تحليلنا أن الهجمة على الحزب زعزعت «البام» وجعلته معزولا في الساحة حتى من طرف الأشخاص الذين كانوا قريبين منه». وفي الوقت الذي ما زال غياب فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب، يثير الكثير من الأسئلة داخل المشهد السياسي، في ظل حديث عن بصمة واضحة للرجل في ترشيحات الحزب للنزال الانتخابي ليوم غد الجمعة، قالت خديجة الكور:«فؤاد ليس رجلا وإنما هو دينامية ستظل حاضرة، ولن يغيب عنها حتى لو غاب جسديا». من جهة أخرى، حذرت عضو المكتب الوطني ممن أسمتهم مرتزقة المناصب خلال تشكيل الحكومة القادمة، في إشارة إلى وزراء المظلات الذين يتم استقطابهم إلى أحزاب لم يتدرجوا فيها، وقالت:«أتخوف داخل الأحزاب من مرتزقة المناصب الذين يفرضون ضدا على دينامية بعض الأحزاب. وبالنسبة لحزبنا سيرفض أي تدخل فوقي لفرض وإلباس وزراء بألوان سياسية، فروح الدستور الجديد تجعل تلك المرحلة متجازوة». وكشف بلكوش أن طموح حزبه خلال الانتخابات النيابية أن يكون من بين الأحزاب الأولى، وأن يأتي تحالف الثمانية في صدارة الأحزاب لتشكيل الحكومة القادمة، مشيرا إلى أن «البام» منفتح على أي سيناريو بما في ذلك مشاركته إلى جانب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأوضح بلكوش أن الحوار مع قيادة الاتحاد، الذي ابتدأ قبل الإعلان عن تحالف «جي 8»، لم ينقطع وأن قنوات الاتصال مع رفاق عبد الواحد الراضي مفتوحة، مشيرا إلى أن مواصلة عملية الحوار مع الاتحاد بعد اللقاء، الذي احتضنه مقر الحزب بين قيادتي الحزبين، خضعت لأجندة وإكراهات داخل الحزب تتعلق بتوجهات الاتحاديين وبالظرفية الانتخابية. وبينما كشف المصدر ذاته أن اتصالات مماثلة جرت مع أطراف سياسية داخل حزب الاستقلال، اعتبر عضو المكتب الوطني أن التقاطب المأمول داخل الحقل السياسي يتطلب وقتا ومدافعين عنه، في اتجاه أن يتم فرز بين الاتجاهات الحديثة والمحافظة، مشيرا إلى أن من الأخطاء المرتكبة في الماضي ترك حزب واحد، هو حزب العدالة والتنمية، يحتكر الهوية.