انتدب الاتحاد الدولي لكرة القدم، خبيرا دوليا مختصا في تكسية الملاعب بالعشب الطبيعي، بغرض الاطلاع على جودة عشب الملاعب الوطنية، ومدى تأثير المناخ في صيانته، إذ حل موفد الاتحاد الدولي، أول أمس الأربعاء، بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مرفوقا بأحد المهندسين المعتمدين من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووجدا في استقبالهما فريد المير، مدير المركب وبعض مستخدميه، والأطر المشرفة على صيانة عشب هذا الفضاء. وأجرى الخبير الدولي الدكتور ستيفان باكير ببحثا ميدانيا على عشب مركب محمد الخامس، مستخدما بعض المعدات والوسائل التي ستؤدي به إلى إثبات مدى تأثير مناخ شمال إفريقيا على العشب الطبيعي، ودرجة تحمله الضغط الذي تشكله الأحذية ذات صنع حديث، وتساهم في اطلاعه على جودة التربة، وقدرتها على الحفاظ على حيوية عشب هذا الفضاء الرياضي، وعمد الخبير ستيفان إلى أخذ عينات من عشب مركب محمد الخامس، تلاه عرض تقني قدمه المير، سلط من خلاله الضوء على نوعية المعدات التي تشغلها إدارة المركب في صيانة العشب، والمواد التي يتم استعمالها، أملا في حماية نموه وحيويته، ومحاربة مختلف الحشرات التي تتلفه. ولم يكتف موفد الاتحاد الدولي بزيارة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بل قام مؤخرا برفقة ممثل هيئة علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة، بجولات قادتهما إلى العديد من الملاعب الوطنية، مثل ملاعب فاس وطنجة والخميسات ومولاي رشيد بالدار البيضاء، وملاعب معهد مولاي الرشيد بالمعمورة، على أن تتم زيارة ملعبي مراكش ومولاي عبد الله بالرباط في ختام برنامج الخبير ستيفان، والذي عمد بعد اطلاعه على طبيعة العشب الذي يكسو أراضي هذه الفضاءات الرياضية، إلى أخذ عينات من تربتها، وقطع من العشب، لأجل إخضاعها بالمختبرات السويسرية لفحوصات دقيقة، وإعداد تقارير خاصة للاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي على ضوئها ستنجز هيئة السويسري جوزيف بلاتر توصيات، ستمد من خلالها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بوصفات وقائية تحمي عشب هذه الملاعب الوطنية من التلف، وستحدد بموجبها كيفية استعمال معدات الصيانة، وكيفية خضوعه لبرامج دقيقة قصد الترميم. وعلمت «المساء» أنه وقع الاختيار من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، على ملاعب المدن المغربية، حتى تكون مقياسا لباقي دول شمال القارة الإفريقية، وذلك لتشابه مناخ المملكة مع بلدان هذه المنطقة، إذ على ضوء الخبرة التي أنجزت على عشب وتربة الملاعب الوطنية، ستمد «الفيفا» هذه الدول بتوصيات انطلاقا مما حصلت عليه من نتائج، فيما اختار الاتحاد الدولي الكامرون لتكون مقياسا لبلدان جنوب القارة السمراء، حيث سيكون بلد عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الوجهة الثانية في برنامج الجولة الاستطلاعية للخبير ستيفان.