محمد أوعمي: »سر تفوق الكرة الإسبانية عالميا يكمن في سياسة التركيز على إنشاء الملاعب في الأحياء وتكسيتها بالعشب الاصطناعي أكد محمد أوعمي الخبير المغربي في تكسية الملاعب الرياضية بالعشب الإصطناعي والمقيم في مدينة برشلونة الإسبانية إن سر تفوق الكرة الإسبانية إن على مستوى فرقها المحلية أو منتخبها الوطني يكمن في السياسة التي انتهجها اتحادها لكرة القدم بالتركيز على إنشاء عدد كبير من الملاعب في الأحياء الصغيرة كما الراقية وتكسيتها بعشب اصطناعي يساعد على تطوير مهارات اللاعبين وإعدادهم ليكونوا نجوم المستقبل. وقال أوعمي الذي يملك في برشلونة شركة متخصصة في تكسية الملاعب بالعشب الاصطناعي في تصريح ل »العلم« إنه بحكم تجربته في إسبانيا ومعرفته الجيدة بالرياضة هناك يرى أنه من بين الحلول الناجعة لتطوير كرة القدم المغربية التي تقهقرت في الآونة الأخيرة أن يهتم المسؤولون ببلادنا بمجال تكسية الملاعب بالعشب الإصطناعي خصوصا في الأحياء على غرار ما فعلته إسبانيا منذ مدة طويلة كان من ثمارها الفوز بكأس أوروبا للأمم 2008 في النمسا وسويسرا وكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. وعن رأيه في الملاعب المغربية التي تم تكسيتها بالعشب الاصطناعي مؤخرا أكد أوعمي أنها لا تتطابق والمعايير الدولية ذلك أن السرعة التي تم بها إنجاز هذه الملاعب أدت إلى ظهور العديد من العيوب فيها من قبيل اعوجاج أرضيتها التحتية وعدم صيانتها بالطريقة المثلى.. وأضاف أن الملعب البلدي بالقنيطرة الذي أشرف عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إطار مشروع »الهدف« رغم جودة أرضيته التحتية إلا أنه توجد به عدة عيوب على مستوى العشب .. مشددا على أن الحصول على أرضية جيدة مرتبط بالمراقبة المستمرة وبآليات متطورة. وانتقد محمد أوعمي الذي ينحدر من مدينة خنيفرة الطريقة التي صادق بها خبراء »الفيفا« على هذه الملاع، حيث اكتفوا بالمصادقة عليها فور الانتهاء من الأشغال لكنهم لم يقوموا بواجبهم من خلال زيارة هذه الملاعب وتفقدها بعد مدة من افتتاحها والوقوف على حقيقة مدى مطابقتها للمعايير الدولية. وكشف أوعمي الذي يرأس شركة »جيسبا سبور« أنه في عهد الجامعة السابقة عندما تم الإعلان عن طلبات عروض لتكسية بعض الملاعب بالعشب الاصطناعي، تقدمت شركته بعرض مغر للجامعة حيث إن ملف شركته كان متميزا تتوفر فيه جميع الشروط بما فيها الجودة العالية والتكلفة المناسبة، لكن ذلك العرض لم يلق القبول من طرف الجامعة لأسباب لا يعرفها سوى المسؤولون عن إبرام الصفقات في الجامعة!!.. ولتأكيد جودة منتوجه أوضح محمد أوعمي أنه ظفر بصفقة تكسية الملعب البلدي بخنيفرة (مدينته الأم)، وقال إن غرضه من هذه الصفقة ليس الربح المادي ولكن إثبات أنه كان الأحق بالفوز بصفقات الملاعب الأخرى.. وأضاف أنه مرتاح لسير الأشغال في هذا الملعب الذي ينتظر أن تنتهي في شهر نونبر المقبل، وأكد أن شركة »سيرفيس سبورتيف« التي يملك فيها نسبة 50 في المائة من الأسهم إلى جانب شريك إسباني والتي عهد إليها بالأشغال احترمت معايير الفيفا في اختيار نوعية العشب الذي كست به الملعب وهو عشب ينتمي إلى الجيل الثالث من نجمتين كما أن المطاط المستعمل يعد من أجود الأنواع ولا تنبعث منه أية رائحة إضافة إلى نوعية الحصى التي يتم استعمالها، وكذلك الأرضية التي يتم دراستها وتجريبها حتى لا تتعرض للاعوجاج وكل هذا يعني أن الملعب البلدي بخنيفرة سيكون مرخصا له أن يحتضن مباريات بطولتي القسمين الأول والثاني. ويتوقع أوعمي أن تتوسع أنشطة شركته »جيسبا سبور« ذات الجنسية الإسبانية والتابعة لإحدى الشركات الكندية المتخصصة في إنشاء الملاعب وتكسيتها بالعشب الاصطناعي في بلدان إفريقية أخرى مثل السنغال والجزائر وموريتانيا ومالي. من جهته أكد الخبير »خوصي سينكا« المدير التجاري لإحدى الشركات الإسبانية المتخصصة في تكسية الملاعب بالعشب الاصطناعي إنه على دراية جيدة بالملاعب المغربية التي تم تكسيتها مؤخرا بالعشب الاصطناعي.. وقال »سينكا« في خضم زيارة قام بها وفد من أعضاء منتدى الصحافيين الرياضيين بجهة الرباط إلى إحدى الملاعب في مدينة برشلونة، إن العشب الذي تم وضعه في الملاعب المغربية لم يتم وضعه بطريقة صحيحة حيث تمت الأشغال بسرعة كبيرة لم تراع فيها المعايير الدولية حيث كان الهم الوحيد للمسؤولين هو الانتهاء من الأشغال في أسرع وقت الشيء الذي انعكس سلبا على جودة أرضية هذه الملاعب. وأضاف أن المطاط الذي يتطاير في الملعب عند قذف الكرة ما هو إلا دليل على عدم إتقان العمل في وضع العشب.. وقال سينكا إن بعض ملاعب الأحياء في إسبانيا تعد أفضل من تلك الملاعب المغربية التي تمت تكسيتها بالعشب الاصطناعي والتي للأسف يمارس فيه الدوري المغربي. وبحسب خوصي سينكا فإن من يتحمل المسؤولية ليس الشركة التي قامت بالأشغال بل المسؤولون الذين وقعوا معها صفقة القيام بذلك.