نفذت وحدة كوماندو تابعة لقسم الاستخبارات والأمن الجزائري «دي إر إس»، ليلة الثلاثاء المنصرم، في سرية تامة، إنزالا عسكريا مفاجئا في مخيم الرابوني بحثا عن الأوربيين الثلاثة الذين اختطفوا في وقت سابق من داخل تندوف على يد مجهولين يرجح أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وحصلت «المساء» على معطيات تفيد بأن هذا الإنزال العسكري، الذي كلفت به وحدة عسكرية تضم عناصر بوجوه ملثمة وذات تدريب عال، تم بدون علم قيادة جبهة البوليساريو. وحسب المعطيات ذاتها، فإن القوات العسكرية الجزائرية الخاصة التابعة لجهاز ال«دي إر إس» أجرت حملة تفتيش واسعة وسط سكان مخيم الرابوني، فيما توصلت قيادة البوليساريو بتعليمات تلزمها بعدم التدخل والبقاء على الحياد، باعتبار أن المهمة التي تقوم بها عناصر ال»دي إر إس» سرية وذات حساسية وتتصل بأمن الدولة الجزائرية، فيما ربطت بعض المصادر هذه «الجدية» التي تعامل بها المسؤولون الجزائريون مع قضية المختطفين الأوربيين بالانتقادات التي وجهت إليهم على خلفية عملية الاختطاف، بل إن المغرب حمل «رسميا» الجزائر مسؤولية هذا الاختطاف. وكشفت ذات المعطيات أن عناصر جهاز ال«دي إر إس» توصلت إلى تحديد هويات عناصر من البوليساريو لها يد في عملية خطف الرهائن الأوربيين، وهي المعطيات التي أحرجت كثيرا الدبلوماسية الجزائرية وجهاز الجيش الجزائري الذي رد على الانتقادات الموجهة إليه عبر هذا الإنزال الأمني لاعتقال المشتبه فيهم ضمن جبهة البوليساريو التي أثبتت التحريات أنها أصبحت تنشط في عمليات خطف الرهائن وتجارة السلاح والمخدرات والاتصال بعناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن أفراد الكوماندو التابع لجهاز ال«دي إر إس» اعتقلوا أربعة عناصر من صفوف البوليساريو وسط مخيم الرابوني ورحلوا إلى مخيم تيندوف، قبل أن تقلهم طائرة عسكرية خاصة إلى مقر قيادة قسم المخابرات والأمن ال«دي إر إس» في العاصمة الجزائرية حيث يخضعون العناصرَ المعتقلة هناك، منذ أول أمس، إلى سلسلة من التحقيقات التفصيلية حول تورطهم في هذا الاختطاف وحول الشبكات التي استلمت هؤلاء الرهائن الإسبان. وكانت القوات العسكرية الجزائرية، عبر مختلف أجهزتها، قد قامت، أياما قليلة قبل الإنزال الأمني لقوات جهاز ال«دي إر إس»، بعملية محاصرة ميدانية لمخيم الرابوني ومنعت جميع التحركات المرتبطة به دخولا أو خروجا، فيما تفيد أنباء ذات صلة بأن الطيران الحربي الجزائري قام بإطلاق النار على كوكبة من السيارات رباعية الدفع كانت متجهة بسرعة جنونية من تيندوف نحو الحدود المالية، وهي العملية العسكرية التي لم يكشف النظام الجزائري عن مضمونها على اعتبار أنها خلفت خسائر في الأرواح، واتضح بعد تحديد هويات القتلى أن الأمر يتعلق بأربعة عناصر من القوات المسلحة لجبهة البوليساريو.