بعد أسابيع من «الهدنة» بين الجماعات السلالية التي لا تزال «تتناحر» بسبب خلافات تاريخية حول أراضي الجموع، تجددت المواجهات، مرة أخرى، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الثلاثاء وصباح يوم أمس الأربعاء بين أطراف من قبيلة «أفانور» وقبيلة «أيت حلول»، وذلك على مقربة من وسط المدينة؛ واستخدمت في هذه المواجهات مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، كما استغلت بعض الوسائل التقليدية التي تستعمل في الفلاحة بالمنطقة ل«حسم الصراع»، مما خلف، حسب المصادر التي تحدثت إلى «المساء»، إصابة قرابة خمسة أشخاص، الأمر الذي استدعى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات. ونقلت المصادر أن أغلب المصابين ينتمون إلى «قبيلة أفانور». وبالرغم من أن السلطات استنفرت عددا من عناصر القوات المساعدة ورجال الأمن على مقربة من مسرح المواجهات، فإنها لم تتدخل لفك هذه الاشتباكات. وكان الإقليم، خلال الأشهر الماضية، قد شهد عدة مواجهات بين عدة قبائل تتصارع ب«الحديد والنار» حول «أحقية» امتلاك مساحات شاسعة من أراض محسوبة تاريخيا على أراضي الجموع. واتهمت فعاليات من المجتمع المدني، في تقارير لها، أطرافا انتخابية بتغذية بعض هذه الصراعات، كما اتهمت الفعاليات نفسها السلطات ب«التقاعس» عن حماية المواطنين الذين تعرضت بيوت بعضهم لعمليات اقتحام، وتحولت إحدى الطرق الرئيسية إلى مسرح للمواجهات، عوض فيها ملثمون رجال الأمن ورجال الدرك في فرض «قانون خاص». وفي السياق ذاته، عاش الإقليم في أيام العيد على إيقاع احتجاجات لسكان بلدة «إميضر» التي تحتضن أحد أهم مناجم الفضة في المغرب. وأظهرت أشرطة فيديو منشورة على الأنترنيت مروحية تحلق فوق سماء المحتجين الذين أحيطوا كذلك بعناصر من الدرك والقوات المساعدة. وأطلق المحتجون على حركتهم اسم «حركة على درب 96»، في استعادة منهم لاحتجاجات سبق للمنطقة أن شهدتها وانتهت بتدخل أمني وبعدة اعتقالات. ويطالب المحتجون برفع التهميش عن منطقتهم، ومنح شبابها الأولوية في التشغيل في المنجم، والتدخل ببرامج للتخفيف من آثار التلوث في المنطقة. وقد سبق لسكان البلدة أن صعدوا، يوم عيد الفطر الماضي، إلى جبل «ألبان» للاحتجاج، وأقاموا فيه صلاة العيد، قبل أن يعيدوا الاحتجاجات نفسها في أيام عيد الأضحى.