تشهد مدينة تنغير، في الأيام الأخيرة، مواجهات دامية بين أطراف قبلية، على خلفية صراعات «غامضة» تتأجج إبان اقتراب كل موعد انتخابات حول أراضي الجموع. وخلفت هذه المواجهات إلى حدود الآن عشرات الجرحى في أوساط الساكنة، التي تعيش حالة هلع بسبب استعمال مختلف أنواع الأسلحة البيضاء وقنينات الغاز من قبل «عصابات» تقوم بتغطية ملامحها بأقنعة، وتهاجم بالليل المباني السكنية والطرقات، وتعترض سبيل المارة، من أجل «حسم» صراع بين جماعات سلالية متجاورة حول أراض تدعي كل واحدة منها ملكيتها لها. وعابت عدد من الفعاليات بالمنطقة على السلطات عدم التدخل بحزم من أجل إيقاف هذا الانفلات الأمني، الذي من شأن استمراره أن يخلف المزيد من الضحايا، وأن يدخل المنطقة بأكملها في مسلسل من التطاحنات القبلية التي يصعب إيقاف مدها. فيما تحدثت بعض المصادر عن أن «تأجيج» هذه الصراعات يرتبط بمحاولات يقوم بها بعض أباطرة الانتخابات في المنطقة للعودة مجددا إلى المشهد السياسي المحلي، واستمالة أصوات الناخبين عبر الضرب على وتر الصراعات ذات الارتباط بالجماعات السلالية في المدينة. وتحدثت المصادر عن وقوع حالات اختطاف في أوساط الساكنة من قبل العصابات، فيما تم نقل عدد من المصابين إلى مستشفيات كل من مدينة مكناسوالرشيدية وورزازات، ووجد عدد من سائقي سيارات النقل العمومي صعوبات بالغة في ولوج بعض المناطق بعد تعرض سيارات عدد من رفاقهم لأضرار بليغة نتيجة الهجوم عليها. كما أن مستعملي الطريق الرابطة بين الرشيديةوالمدينة يجدون صعوبات في عبورها بسبب قطع العصابات لهذه الطريق في غياب أي مراقبة من قبل رجال الدرك والأمن. واضطرت عدد من العائلات، التي تقع في المناطق الحدودية بين الطرفين (أيت عيس أوبراهيم وأيت امحمد)، إلى مغادرة منازلها، خوفا من الهجوم عليها، وإلحاق أضرار بأعراضها. وأثار عبد الواحد درويش، فاعل جمعوي وأحد أبناء الإقليم انتباه السلطات إلى خطورة الأوضاع بالمنطقة، معتبرا، في تصريحات ل«المساء»، بأن هناك جهات محسوبة على «لوبيات الفساد هي التي تقف وراء افتعال هذه الأحداث والمواجهات ما بين أبناء الإقليم في إطار شحن انتخابوي في أفق التشريعيات المقبلة»، وقال إن هؤلاء لم يسبق لهم أن طرحوا ملف أراضي الجموع في المنطقة في البرلمان والمجالس المنتخبة من أجل انتزاع فتيل ما أسماه «القنبلة الموقوتة» التي يشكلها.