عادت مدينة تطوان إلى روائحها الكريهة في غمرة الاحتفال بعيد الأضحي المبارك، نتيجة عدم قيام شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة «تيكميد» بجمع الأطنان من النفايات المنتشرة في أزقة وشوارع المدينة. وإلى حدود صباح يوم أمس، بقيت أكوام الأزبال منتشرة بوسط المدينة وبعدد من الشوارع الأخرى، المتفرعة عن شارع الجيش الملكي، الذي يعتبر من أبرز شوارع المدينة، وشريانها الرئيسي. وعلمت الجريدة أن والي ولاية تطوان، توصل من طرف أحد مسؤولي الولاية بتقرير عن الوضع الكارثي لقطاع النظافة بتطوان، حيث يوصي فيه بضرورة فسخ العقدة مع شركة «تيكميد»، لعدم تمكنها من جمع نفايات «الحمامة البيضاء» ولتجاهلها مطالب الشغيلة. هذه الأخيرة حسب مصادرنا، عازمة على خوض إضرابات، مجددا، ضد الشركة، بسبب عدم الاستجابة لمطالبها، وهو ما بدا جليا خلال هذه الأيام، حيث يتم العمل وفق خدمة الحد الأدنى، وهو جمع النفايات من بعض شوارع وسط تطوان، من ضمنها الحي الذي يقيم فيه رئيس الجماعة الحضرية، وآخر حيث تتواجد إقامة والي ولاية تطوان، في الوقت الذي تعاني فيه الساكنة الأمرين مع أزبالها التي تزكم الأنوف، نظرا لما تحويه هذه النفايات من مخلفات الأضحية. من جهتها أشارت مصادر أخرى إلى أن عددا من جمعيات الأحياء رفضت التعاون مع شركة «تيكميد» في عملية توزيع الأكياس البلاستيكية الخاصة بنفايات عيد الأضحى على أحياء تطوان العتيقة، وذلك كموقف احتجاجي منها على أشغالها المتدنية، بعدما كانت الشركة قد خصصت 60 ألف كيس بلاستيكي للنفايات، لم يتم توزيع سوى كمية قليلة منها. ووفق مصادرنا فإن عجز الجماعة الحضرية عن إيجاد حل لهذه المعضلة دفع ولاية تطوان إلى التدخل لإيجاد تسوية لحل كارثة أزبال تطوان، وهو ما نتج عنه تقديم التقرير المشار إليه سلفا إلى والي تطوان، الذي يبحث فسخ العقدة معها بشكل نهائي.