دخل إضراب عمال شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة «تيكميد» يومه الثالث»، وسط أجواء تذمر عارم من ساكنة المدينة التي أصبحت لا تستطيع الخروج إلى شوارع المدينة نظرا للأكوام الهائلة من الأزبال والنفايات المنتشرة في أحيائها. وقرر عمال شركة «تيكميد» خوض إضرابهم بناء على مطالب يعتبرونها مشروعة والمتجلية في توفير وسائل النقل بالنسبة للعمال القاطنين بمناطق بعيدة إلى مقرات عملهم خصوصا أن بعضهم يشتغل خلال الليل، أو ضمن مواعيد محددة، فيما يتجلى المطلب الثاني في ضرورة توفير مادة الحليب للعمال، بسبب ظروف اشتغالهم في جمع النفايات والتي تسفر عن إصابتهم بأمراض تنفسية جراء روائح النفايات الكريهة أو الميكروبات المتسربة إلى جهازهم التنفسي خلال أوقات العمل. «نكبة» مدينة تطوان، التي أصبحت خلال الفترة الأخيرة مجرد قرية كبيرة، مع شركات التدبير المفوض سواء ل «أمانديس» أو «تيكميد» أصبحت تفرض على المسؤولين المركزيين التدخل، لأنه «لا يعقل أن يتم ترييف وتهميش المدينة بهذا الشكل غير المسبوق»، يقول مسؤول نقابي ل «المساء». من جهتها ترمي شركة «تيكميد» الكرة في مرمى الجماعة الحضرية لتطوان، باعتبارها من «الجهات الوصية على قطاع النظافة» بالمدينة مطالبة إياها بالتدخل لإيجاد حل مقبول للتوتر القائم بينها وبين شغيلتها المتشبثة بالاستمرار في الإضراب إلى حين تحقيق مطالبها الاجتماعية. أما الجماعة الحضرية فقد أبانت عن فشلها في حل النزاع تاركة ساكنة المدينة غارقة في النفايات وسط درجات جد مرتفعة للحرارة التي تشهدها الحمامة البيضاء خلال هذا الأسبوع. في نفس السياق أصدرت الجماعة الحضرية بلاغا توصلت «المساء» بنسخة منه، تقول فيه إنها قررت، وبعد مرور 72 ساعة من دخول عمال النظافة في إضراب مفتوح «محاولة توفير الحد الأدنى من الخدمات بعد عجز شركة «تيكميد» عن القيام بذلك وفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات. وأشار بلاغ الجماعة الحضرية إلى أنها توصلت بتقرير من المكتب البلدي للصحة «ينبه إلى خطورة الوضع وانعكاسه على صحة ساكنة تطوان»، وهو ما أكده مصدر طبي من مستشفى سانية الرمل بتطوان، حيث وردت حالات صحية خطيرة بسبب لسعات البعوض والحشرات المختلفة المتهافتة على أزبال تطوان المنتشرة في شوارعها. وانتقد بلاغ الجماعة الحضرية ما وصفه ب «عدم تمكنها من التدخل لجمع النفايات بسبب اعتراض عمال الشركة المضربين مجموعة من الآليات والشاحنات الجماعية ومنعها من القيام بعملها وفق ما تنص عليه الفقرة 50 من دفتر التحملات». مشيرة إلى أنها بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بهدف إعادة الوضع إلى حالته الطبيعية. مصدر آخر من داخل الجماعة الحضرية أفاد بأن هذه الأخيرة ستقرر إعادة النظر في العقد المبرم بينها وبين الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، وتزامن بلاغ المجلس الجماعي بتطوان مع بلاغ آخر صادر عن الاتحاد الجهوي بتطوان التابع للاتحاد المغربي للشغل، يندد فيه بما وصفه ب«تواطؤ الجماعة الحضرية كطرف وصي، على القطاع»، مؤكدا على فشل الحوار مع كل من باشا المدينة وولاية تطوان. وأعلن البيان ذاته عن دخول عمال الشركة في إضراب مفتوح ابتداء من يوم الاثنين الماضي».