سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمال شركة «تيكميد» للنظافة يخوضون إضرابا مفتوحا بسبب رفض الشركة تزويدهم بها «مادة الحليب» تحول مدينة تطوان إلى «مزبلة كبيرة» والجماعة الحضرية والسلطة الوصية يفشلان في التدخل من أجل حل المشاكل العالقة
يخوض مجددا عمال شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة «تيكميد» إضرابا مفتوحا وسط أجواء تذمر عارم من ساكنة المدينة التي أصبحت لا تطيق استهتار هذه الأخيرة بنظافة المدينة، حيث أصبح الخروج إلى شوارع المدينة معاناة يومية، نظرا للأكوام الهائلة من الأزبال والنفايات المنتشرة في أحيائها. وتعود أسباب هذا الإضراب الثاني من نوعه في ظرف ثلاثة أشهر، إلى فشل نتائج الحوار الذي جرى بينهم وبين الشركة والجماعة الحضرية وولاية تطوان، من أجل تلبية مطالبهم الاجتماعية المتجلية في توفير وسائل نقلهم إلى أماكن عملهم وتزويدهم بمادة الحليب . لهذا قرر عمال شركة «تيك ميد» خوض إضرابهم بناء على مطالب يعتبرونها مشروعة والمتجلية في توفير وسائل النقل بالنسبة للعمال القاطنين بمناطق بعيدة إلى مقرات عملهم خصوصا وأن بعضهم يشتغل أثناء الليل، أو ضمن مواعيد محددة، فيما يتجلى المطلب الثاني في ضرورة توفير مادة الحليب للعمال، بسبب ظروف اشتغالهم في جمع النفايات، والتي تسفر، على حد قولهم، عن إصابتهم بإمراض تنفسية جراء روائح النفايات الكريهة أو الميكروبات المتسربة على جهازهم التنفسي خلال أوقات العمل. «مأساة» مدينة تطوان التي أصبحت تعيش فوضى وسيبة غير مسبوقة على جميع الأصعدة وكأنها مدينة بلا رقيب، مع شركات التدبير المفوض سواء ل «أمانديس» أو «تيكميد» أصبحت تفرض على المسؤولين المركزيين التدخل، نظرا لفشل السلطات الوصية أو الجماعة الحضرية في حلها. من جهتها تطالب شركة «تيكميد» الجماعة الحضرية لتطوان بمراجعة العقد المبرم بينهما، بمبرر أن المدينة عرفت توسعا عمرانيا في رقعتها الجغرافية، يتوجب أخذه بعين الاعتبار، كما تطالبها بالتدخل للتوصل إلى حل للمشاكل القائمة بينها وبين شغيلتها. وكانت الشركة قد خاضت في منتصف شهر يونيو الماضي إضرابا مماثلا، أصدرت على إثره الجماعة الحضرية بلاغا توصلت «المساء» بنسخة منه، تقول فيه إنها قررت، وبعد مرور 72 ساعة من دخول عمال النظافة في إضراب مفتوح «محاولة توفير الحد الأدنى من الخدمات بعد عجز شركة «تيك ميد» عن القيام بذلك وفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات. وأشار بلاغ الجماعة الحضرية أنها توصلت بتقرير من المكتب البلدي للصحة «ينبه إلى خطورة الوضع وانعكاسه على صحة ساكنة تطوان»، وهو ما أكده مصدر طبي من مستشفى سانية الرمل بتطوان، حيث وردت حالات صحية خطيرة بسبب لسعات البعوض والحشرات المختلفة المتهافتة على أزبال تطوان المنتشرة في شوارعها. وانتقد بلاغ الجماعة الحضرية ما وصفه ب«عدم تمكنها من التدخل لجمع النفايات بسبب اعتراض عمال الشركة المضربين مجموعة من الآليات والشاحنات الجماعية ومنعها من القيام بعملها وفق ما تنص عليه الفقرة 50 من دفتر التحملات»، مشيرة إلى أنها بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بهدف إعادة الوضع إلى حالته الطبيعية.