شركة "تكميد" للنفايات تغرق مدينة بني ملال في الأزبال والعمال يعلقون اعتصامهم ويستئنفون عملهم
محمد الحطاب
الاعتصام المفتوح الذي يخوضه عمال شركة "تكميد" لجمع الأزبال أمام مستودع الشركة الاسبانية بشارع الجيش الملكي، حول مدينة بني ملال إلى مزبلة كبيرة في هذا الشهر الكريم وفي هذا الوقت الساخن من فصل الصيف. فالأزبال المتراكمة في كل أزقة وأحياء المدينة تشكل إحراجاً بالنسبة للسكان وللمواطنين على وجه العموم، الشيء الذي أرغم السكان على إغلاق نوافذ منازلهم لتفادي الروائح الكريهة المنبعتة من هذه الأكوام من الأزبال، ولتفادي الأمراض التي تحملها الحشرات وخاصة الذباب. وأمام هذا الوضع الذي أساء إلى مدينة "عين أسردون"، في هذا الوقت الذي يعرف إقبالاً كبيراً من طرف الزوار، يتساءل المواطنون عن دور المجلس البلدي التي أبرم عقد التدبير المفوض مع الشركة الاسبانية، التي تنهب أموال الشعب دون أن تنفذ شروط العقد بالشكل القانوني.، علماً أن مشكل شركة "تيكميد" أثير أكثر من مرة في دورات المجلس السابقة، دون أن يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضدها. وحسب بعض المصادر فالشركة فازت بالصفقة دون منازع نظراً للدعم الذي تلقته من والي الجهة، نظراً للعلاقة التي تجمعهما عندما كان السيد الوالي عاملاً على إقليمالمحمدية، قبل أن يعين والياً على جهة تادلة أزيلال. وقد أظهرت الشركة عن حسن نواياها في البداية ، لكن سرعان ما بدأت خدماتها تتراجع بعد السنة الأولى، ليزداد تدني الخدمات بعد ذلك يشكل كبير. ورغم مراسلات المجلس البلدي العديدة، إلا أن الشركة ظلت غير مبالية بهذه المراسلات والمحاضر، لأنه كما يقال :" اللي مو في العرس ما كايبتش بلا عشاء". والاعتصام الذي يخوضه عمال "تيكميد"، يأتي بعد أن نفذ صبرهم ولم يجدوا "محاوراً" يناقش مطالبهم المشروعة، والتي هي في الأساس جد قليلة . فالمدير المسؤول بالشركة ببني ملال ليست له سلطة لكي يحاور العمال و ممثليهم النقابيين، فسلطته تقتصر فقط على توقيع قرارات الطرد والتوقيف. وقد حاولت النقابات الممثلة لهؤلاء العمال لفت أنظار مسئولي الشركة، لكنهم ظلوا متشبتين بموقف التعنت، أمام صمت مندوبية الشغل، وولاية الجهة، والمجلس البلدي. فهذا الصراع يدفع مع الأسف ضريبته سكان بني ملال، الذين يكتوون بضريبة النظافة، تضاف إليها ضريبة الروائح الكريهة والأمراض في شهر كريم وصيف حار. يظهر أن مدينة بني ملال التي تعيش هذه الحالة، والتي تختنق بسبب الحزام الأسود المكون من الأحياء العشوائية الذي يحيط بها، وتختنق بأزمة السير نظراً لغياب مواقف للسيارات المتزايدة، واحتلال الملك العام من طرف الباعة المتجولين، وانتشار وتزايد سرقة المتاجر والسيارت والمنازل، و ... و... ، لن تكون مؤهلة لكي تكون عاصمة للجهة الموسعة المقبلة، لأن المدينة لا زالت مع الأسف تكتسي طابع قرية كبيرة بالمعنى الصحيح. وقد علمنا أن عمال النظافة علقوا اعتصامهم بعد اجتماع مع السلطات والمجلس البلدي وممثل عن شركة "تكميد"، حيث قرروا العودة إلى عملهم ليلة السبت 27 غشت من أجل تطهير المدينة من الأطنان من الأزبال المتراكمة في كل أنحاء المدينة، في انتظار ما سيسفر عنه الحوار المفتوح، وتلبية مطالبهم، خاصة أنهم يعرضون أنفسهم يومياً لأمراض خطيرة ومعدية. فهل تتجاوب الشركة مع مطالبهم الاجتماعية ..؟ مجلة تادلة أزيلال
عمال تكميد في اعتصامهم أمام مستودع الشركة بشارع الجيش الملكي