توفي أحد الحجاج المغاربة، فجر أول أمس الاثنين، إثر وعكة صحية ألمت به بسبب ما وصفته مجموعة من الحجاج المرافقين له ب»إهمال» الجهات المختصة، حيث إن الشخص المعني كان يبدو في صحة جيدة إلى أن أصيب بارتفاع مفاجئ في الضغط الدموي. وقال عبد المجيد فنينش (أحد الحجاج) ل»المساء» إن حجاج الفوج 81، الذي يضم 700 حاج وحاجة من (ابن سليمان، البرنوصي، وسبتة ومليلية) يمثل العجزة فيهم 90 في المائة، يعانون من عدة مشاكل أهمها «انعدام الرعاية الطبية» والسرقة وجهل أغلبهم بالمناسك، بالإضافة إلى طبيعة السكن الذي ينزلون به والذي لا تتوفر فيه مواصفات الجودة المطلوبة على جميع المستويات، مما يحول دون أدائهم لمناسكهم الدينية على الوجه الأكمل، بما في ذلك الحالة السيئة التي توجد عليها الحمامات، بالإضافة إلى وجود مصعدين كهربائيين فقط بالنزل الذي يتكون من تسعة طوابق، علما بأن كلا منهما لا يتسع ولا يتحمل أكثر من خمسة أشخاص، وهو ما شكل عبئا ثقيلا على الحجاج، خاصة وأن أغلبهم من العجزة الذين يستحيل عليهم الصعود عبر السلالم العادية، علما بأنها تسمح بصعود شخص واحد فقط هي أيضا. كما ندد عدد من الحجاج، في اتصال هاتفي أجرته معهم «المساء»، بما وصفوه ب»انعدام الرعاية الطبية والتأطيرية للحجاج، إذ توجد مؤطرة وحيدة ل226 حاجا وحاجة من مدينة ابن سليمان». وأضافت المصادر نفسها أن أغلب الحجاج يجهلون المناسك التي عليهم القيام بها والأدعية وغيرها من أمور العبادات، وأنهم بالتالي في حاجة ماسة إلى تأطير حتى يتسنى لهم أداء مناسكهم في ظروف جيدة ومقبولة، مضيفة أن مؤطرة واحدة لا يمكنها أن تقوم بتأطير كل هذا العدد، علما بأن الفندق يضم في مجموعه 700 حاج وحاجة، وأنه إلى جانب المؤطرة المذكورة يوجد مؤطر آخر يقوم بزيارة الفندق بين الفينة والأخرى. وأكد الحجاج أنفسهم أنهم أحسوا بالحسرة والأسف عندما لاحظوا الفرق بينهم وبين حجاج دول أخرى، بعضها يوجد في وضعية أقل من المغرب ورغم استطاع أن يوفر لحجاجه ظروفا جيدة وتأطيرا في مستوى عال جدا، تضيف المصادر نفسها. وندد عدد من الحجاج المغاربة بالمعاناة النفسية والمادية التي تلازمهم منذ التحاقهم بالديار المقدسة لأداء مناسك الحج، وأفادوا بأنهم طلبوا إجراء لقاء مع أحد المسؤولين من أجل طرح هذه الأمور عليه والتماس حل عاجل لها، غير أن كل طلباتهم تقابل بما عبر عنه أحدهم ب «الرطوبة وقلة ليدام»، في إشارة إلى أنه يتم حثهم على التحلي بالصبر من أجل أداء مناسكهم دون أن يتم إيجاد حل لأي من المشاكل التي تلازمهم منذ حلولهم بالفندق، مما دفع الحجاج إلى التساؤل عن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضاف عبد المجيد فنينش أن الحجاج يقدمون المساعدة إلى بعضهم البعض، بما في ذلك العلاج. واستنكر المصدر نفسه حث أحد المسؤولين للحجاج على الانتقال يوم الجمعة المقبل لأداء المناسك على الأقدام بعد أن صرح لهم بأن وسائل النقل تعرف ارتباكا وتأخرا دون مراعاة الوضعية الصحية للحجاج. واتصلت «المساء» بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عدة مرات لمعرفة رأيها في ما يحكيه الحجاج، غير أنه تعذر عليها أخذ تصريح في الموضوع.