خلق قرار الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تزكية عضوها محمد يتيم، بدائرة البرنوصي عوض عبد الغني المرحاني الذي زكته هيئة الترشيح، أزمة داخل الحزب بالدار البيضاء، وأدى القرار حسب مصادر مطلعة إلى احتجاجات واسعة بين صفوف مناضلي الحزب بالدائرة المذكورة. وهدد عشرات أعضاء الحزب بالدار البيضاء بتقديم استقالة جماعية إذا لم تتراجع الأمانة العامة عن قرار تزكية يتيم عوض المرشح الذي اختارته القواعد بالدائرة المذكورة. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع داخل الحزب أن اللقاء الذي جمع أول أمس المرحاني بالأمين العام عبد الإله بنكيران بمقر الحزب بالرباط، هدف إلى التخفيف من حدة الاحتجاجات على قرار الأمانة العامة، وأضاف المصدر أن بنكيران طلب من المرحاني أن يكون عنصر إقناع للمناضلين بدائرة البرنوصي، وأن يقوم بتهدئة الاحتجاجات. واعتبر المصدر ذاته أن المرحاني عبر خلال اللقاء عن انصياعه لقرار الأمانة العامة بتزكية يتيم بدائرة البرنوصي، غير أن الإشكال يبقى في إقناع القواعد بالقرار. وفي سياق ردود الفعل على قرار الأمانة العامة ترشيح محمد يتيم بدائرة البرنوصي بالدار البيضاء، احتج العشرات من أعضاء الحزب بالدار البيضاء، مساء أول أمس الاثنين، أمام المقر الإقليمي للحزب بالبرنوصي على قرار الأمانة العامة للحزب تزكية يتيم عوض عبد الغني المرحاني، الذي حصل على 170 صوتا من أصل 208 بهيئة الترشيح التي يحضرها أعضاء للحزب بالدائرة المذكورة. وجاءت الاحتجاجات بالتزامن مع اجتماع طارئ للكتابة الإقليمية الحزب برئاسة الكاتب الجهوي عبد العزيز العماري، الذي اجتمع لمدارسة الاحتجاجات التي صدرت إثر قرار الأمانة العامة. وأكد مصدر مطلع أن وفدا من الكتابة الإقليمية بالدار البيضاء سيتوجه لملاقاة الأمين العام لإقناعه بالعدول عن تزكية محمد يتيم والإبقاء على وكيل اللائحة عبد الغني مرحاني. إلى ذلك، طالبت ثلاث هيئات محلية للحزب بالبرنوصي: شعبة العدالة والتنمية، والكتابة المحلية، وشبيبة العدالة والتنمية، الأمانة العامة بالعدول عن هذا القرار انسجاما مع خيارات وشعارات الحزب، كما طالبت محمد يتيم بعدم قبول هذه التزكية حفاظا على لحمة الحزب وتماسكه. وهددت الهيئات الثلاث باستقالة جماعية للهيئات المذكورة ولمئات المناضلين على خلفية القرار، مع تحميل الأمانة العامة المسؤولية المادية والمعنوية والتاريخية. وفي المقابل ثمنت الهيئات المذكورة مجهودات الهيئات المجالية وعلى رأسها الكتابة الإقليمية التي تدافع عن اللائحة المفرزة. وشددت الهيئات ذاتها على أن «قرار الأمانة العامة كان مجحفا في حق لائحة المصباح بدائرة سيدي البرنوصي، وأنه أصاب الديمقراطية الداخلية في مقتل، ولم يأخذ بعين الاعتبار توجهات الحزب المبدئية للدفاع عن الشباب والطاقات». ومن جانبه، أكد محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن قرار تزكيته في دائرة البرنوصي يعود إلى الأمانة العامة للحزب، وأضاف في تصريح ل»المساء» ردا على الاحتجاجات التي أعقبت الإعلان عن تزكيته بدائرة البرنوصي أن القرار تم وفق القواعد المقررة في المسطرة التي اتخذها المجلس الوطني وفي إطار صلاحيات الأمانة العامة. وحول الاحتجاجات التي عرفها المقر الإقليمي للحزب بالبرنوصي، قال يتيم إن «الناس إذا أرادوا الاحتجاج أو التعبير عن رأيهم فهذا أمر خاص بهم وأنا ليس لدي أي تعليق على هذا الأمر».