قال الدولي المغربي بوشعيب لمباركي المحترف ضمن غرونوبل الفرنسي إنه لا يتعاطى الشيشا، وأوضح في حوار أجرته معه «المساء» أنه كان رفقة لاعبين في المنتخب الوطني بأحد المقاهي بعد مباراة السنغال الودية التي جرت بفرنسا يحتفلون بالفوز، فإذا بنادل المقهى يقدم لهم الشيشا، فتعاطوا لها على سبيل المزاح. من ناحية ثانية دعا لمباركي الجمهور إلى مساندة المنتخب الوطني، وقال «في الآونة الأخيرة أصبح الجمهور يستقبل اللاعبين بالصفير، وهذا الأمر يولد الشك والقلق في نفوس اللاعبين». - فجر شريط الفيديو الذي بثه موقع يوتوب وأظهرك رفقة لاعبين في المنتخب الوطني تتعاطون الشيشا جدلا واسعا، ما حقيقة ما وقع؟ < أولا أريد أن أؤكد أن الجمهور المغربي يعرف جيدا بوشعيب لمباركي وأخلاقه، ولم يحدث طيلة سنوات ممارستي لكرة القدم سواء في المغرب أو في الاحتراف أو مع المنتخب الوطني أن قمت بأي سلوك شاذ أو منافي للأخلاق. ما حصل هو أنه بعد مباراتنا أمام منتخب السنغال الودية التي جرت بفرنسا في عهد المدرب هنري ميشيل وفاز فيها المنتخب الوطني بثلاثة أهداف لصفر جلسنا بأحد المقاهي، فإذا بنادل المقهى يقدم لنا الشيشا، لذلك فقد تعاطيناها على سبيل المزاح، وليس بأي هدف آخر. للأسف فالبعض سعى للنفخ في ما حدث وتهويله ليجرم اللاعبين، وأنا أريد أن أتساءل عندما نكون في منازلنا هل نكون مراقبين، أبدا، ولكننا كلاعبين من الضروري أن نلتزم بمجموعة من الأمور حفاظا على لياقتنا البدنية. - لكن تعاطي الشيشا أمر لا يمكن تبريره بالنظر لخطورتها؟ < أنا متفق معك أن تعاطي الشيشا مضر بالصحة، لكنني أريد أن أؤكد لك أنني قضيت ست سنوات في الخليج، وأنت تعرف أن تعاطي الشيشا هناك يدخل في عادات شعوب منطقة الخليج، ومع ذلك فلم يسبق لي أن سعيت لتعاطيها، كما أنه في المغرب لاشيء يخفى، والجمهور بمقدوره أن يعرف من هم اللاعبون الذين يتعاطون الشيشا. لو كنت أتعاطى الشيشا لما كان بمقدوري أن أخوض تداريب قاسية مع فريق غرونوبل في الدوري الفرنسي، ولما كان بمستطاعي أن أكون جاهزا للمباريات ولو في شهر رمضان الذي يترك آثاره بفعل الصيام. - هل اتصل بك مسؤولو الجامعة لاستفسارك عن حقيقة ما وقع؟ < لا، لم يتصل بي أي مسؤول ولو حدث أي اتصال فسأصرح لهم بنفس الكلام الذي قلته لك. - لم تشارك كأساسي في فريقك غرونوبل أمام بوردو الأسبوع الماضي، هل الأمر يتعلق باختيا للمدرب؟ < بل إنه كان من الممكن أن لا أشارك في المباراة بشكل نهائي، لأن مدرب الفريق البوسني بارزاديتش طلب مني أن أفطر يوم المباراة، إلا أنني رفضت. - وما ذا كان رد فعله؟ < قال لي أنا أيضا مسلم، وطلب مني استفسار مفتي عن الأمر، فحاولت الاتصال بالقزابري إمام مسجد الحسن الثاني لكنني لم أتمكن من ربط الاتصال به، قبل أن أهاتف أمين الرباطي لاعب مارسيليا الذي أكد لي أنه اتصل بلقزابري وأكد له عدم جواز إفطارنا في المباراة. أخبرت المدرب بالأمر فقال لي إن لاعبي الفريق الجزائريين قد أفطرا، فقلت له إن لكل فهمه للدين، ولا يمكن أن أفطر، ومع ذلك فقد اعتمد علي في الربع ساعة الأخيرة من المباراة. - سبق واحترفت بالخليج، وحاليا بالدوري الفرنسي، فما الفرق بين رمضان في الخليج وفي فرنسا بالنسبة للاعب الكرة؟ < أعتقد أن رمضان في فرنسا أصعب، لأن اللاعب يجد نفسه ملزما بإجراء التداريب صباحا، وفي بعض الأحيان حصتين تدريبيتين، علما أن الأمر يتعلق بتداريب قاسية يبذل فيها اللاعبون مجهودا كبيرا. أما في الخليج، فالأمر يتعلق ببلدان إسلامية لرمضان قدسيته داخلها، كما أن المباريات تجرى بعد الإفطار، ما يسهل الأمر على اللاعب. فمع غرونوبل أجد نفسي في كثير من الأحيان مضطرا لأن أفطر في كرسي الاحتياط بتناول جرعات من الماء، لأن أذان المغرب يحل في نفس توقيت خوض المباريات، ثم في مابين شوطي المباراة أتناول بعض الأشياء في مستودع الملابس وأكمل المباراة، لذلك أستطيع القول إن رمضان في فرنسا أصعب من الخليج. - ظهر المنتخب الوطني بأداء باهت في المباراة الودية التي جمعته بمنتخب سلطنة عمان، ما السبب في رأيك؟ < صحيح أن المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني لم يكن عند أفق انتظار الجمهور المغربي، لكنني يجب أن أؤكد ودون أن أكون بصدد البحث عن أعذار أو ما شابه ذلك، أننا خضنا المباراة في ظروف صعبة إذ قضينا يوما من السفر، زد على ذلك الحرارة والرطوبة والصيام. لقد قضيت سنوات في الخليج والتأقلم مع مثل هذه الظروف يحتاج على الأقل لأربع أو خمسة أيام.وهذه مناسبة لألتمس من الجمهور مساندة الفريق الوطني، لأن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الجمهور أصبح يهاجم اللاعبين بشكل سريع، وهذا الضغط أصبح يولد الشك ويبعث القلق في نفوس اللاعبين. فالمنتخب الفرنسي خرج في كأس أوروبا الأخيرة من الدور الأول ومع ذلك فإن الفريق خاض أولى مبارياته بعد الكأس الأوروبية أمام جمهور ملأ جنبات ملعب سانت دوني وظل يشجعه حتى النهاية. - هل يؤثر ضغط الجمهور عليكم كلاعبين؟ < بالتأكيد فمفعوله يكون سلبيا، لأن أسوأ ما يمكن أن يواجهه لاعب كرة قدم هو عدم ثقة الجمهور فيه، تخيل كيف ستكون نفسية اللاعب عندما يواجه بالصفير مع بداية المباراة. - لكن المنتخب الوطني لم يقدم أداء جيدا في الدور الأول من التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم؟ < هذا صحيح، لكن حينما تتابع نتائج أكبر المنتخبات الإفريقية ستجد أنها عانت كثيرا، بل إن منتخبا كغانا من الممكن أن لا يتأهل إلى الدور الثاني، الكوت ديفوار بدورها واجهت إحراجا كبيرا، كما أن منتخب مصر انهزم أمام المالاوي. أتصور أن المنتخب الوطني سيظهر بشكل أفضل في الدور الثاني لأنه حينها سندخل صلب المنافسة الحقيقية، لكن قبل ذلك يجب أن نفكر في مباراة موريطانيا التي يحتاج فيها المنتخب الوطني للفوز ليتأهل.