قضى 46 مكفوفا معطلا من التنسيقية الوطنية للمكفوفين وضعاف البصر، التي تضم مجموعتي النجاح والمجموعة الوطنية المستقلة للمكفوفين المعطلين، ليلة الخميس الجمعة في مقر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن التي اقتحموها، صباح أول أمس الخميس، واحتلوا مكاتبها في مختلف الطوابق، مطالبين بالتعجيل بإيجاد حلول لمشكل بطالتهم وإدماجهم في الوظيفة العمومية بشكل مباشر. وأكد بعض المكفوفين ل«المساء» أن مستشار وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي، قد أجرى معهم حوارا، كما أجريت حوارات موازية مع باشا وقائدة منطقة حي الرياض، غير أنه لم ينته أي من الحوارات التي أجريت معهم إلى نتائج مرضية للجميع، وهو ما دعا المكفوفين إلى مواصلة احتلال الوزارة إلى أن تتم الاستجابة لملفهم المطلبي الذي لا تبدو إلى حدود الآن -يقول أحد المقتحمين- أي بوادر حل له في الوقت الذي كانت فيه المجموعة تنتظر حلا نهائيا يضع حدا لمسلسل معاناتهم خلال هذه السنة التي أشرفت على نهايتها. وأضافت المصادر نفسها أنه لن يثني أي حل ترقيعي المكفوفين عن استمرار احتلال الوزارة ومواصلة الاعتصام داخلها إلى أن تتم الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية المتعلقة بالتوظيف المباشر بعد أن احتجوا لعدة شهور في العاصمة الرباط أمام عدة مؤسسات عمومية دون أن يعرف مشكل تشغيلهم طريقه نحو الحل. وأضاف المكفوفون أنهم بالموازاة مع الاعتصام، الذي مازال مستمرا إلى حدود كتابة هذه الأسطر، دخلوا في إضراب عن الطعام، وهو الإضراب الذي لم يكن واردا ضمن برنامجهم الاحتجاجي، غير أنه جاء تنديدا بمنع وصول الأغذية إليهم داخل الوزارة، وذلك لمرتين متتاليتين. وهدد المكفوفون بانتحار جماعي في حال ما إذا تم التدخل ضدهم بشكل عنيف، حيث إنهم محملون بمواد حارقة وقداحات، وفي المقابل أعربوا عن استعدادهم لإخلاء الوزارة ومكاتبها إذا ما تمت الاستجابة لملفهم المطلبي المتعلق بالتشغيل المباشر، خاصة بعد أن تناهى إلى علمهم وجود مناصب لا نية للوزارة في توزيعها، حسب المصادر نفسها، وهو ما أثار غضبهم. وأضاف أحد المكفوفين ل«المساء» أنه من المرتقب أن يجرى حوار جديد معهم بعد غد الاثنين، غير أن المعطلين يرفضون أي حوار يكون بشكل غير رسمي ولا ينتهي إلى اتفاق مكتوب و ملزم.