اعتقلت السلطات الأمنية الجزائرية يوم الاثنين الماضي كلا من أحمد الدغرني، رئيس الحزب الديمقراطي المنحل، ورشيد راخا، نائب رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، رفقة ناشطين أمازيغيين من المغرب. وقالت المصادر إن السلطات الأمنية بولاية تيزي وزو تدخلت، في ندوة صحفية كان يعقدها هؤلاء النشطاء رفقة عدد من ممثلي الجمعيات الأمازيغية بالجزائر، لمناقشة مستجدات وضع الأمازيغية في شمال إفريقيا ووضع الترتيبات لعقد المؤتمر الخامس للكونغريس بمنطقة القبائل. وطبقا للمصادر، فإن الاعتقال لم يدم إلا بضع دقائق. وقد أفرج عن نشطاء الأمازيغية المغاربة بعد تضامن كل الفعاليات الحاضرة إلى هذه الندوة الصحفية مع هؤلاء وتهديدهم بالعودة إلى الاحتجاج الشعبي أمام مقر ولاية الأمن بتيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل. وخفف أحمد الدغرني من وقع حدث الاعتقال، في تصريحات صحفية، قائلا إنه إجراء روتيني يشمل جميع الأجانب الذين يدخلون التراب الجزائري. لكن المصادر أشارت إلى أن أسئلة المحققين همت الأسباب الحقيقية للزيارة، ومضامين الاتصالات التي سبق لهؤلاء النشطاء أن قاموا بها مع عدد من رموز الحركة الأمازيغية، منهم برلمانيون عن حزب سعيد السعدي، الجبهة الثقافية من أجل الديمقراطية، وأعضاء من تنسيقية العروش وشقيقة المغني المغتال معطوب لونيس. وأوردت المصادر أن السلطات الأمنية اقترحت كذلك على هؤلاء النشطاء مساعدتهم من الناحية الأمنية، تخوفا من احتمال حدوث أي اعتداء إرهابي. وهو المقترح الذي قوبل بالرفض من قبلهم. أما رشيد راخا، فقد اعتبر أن الإجراء يندرج في إطار عرقلة حرية التنقل في البلدان المغاربية. وكانت هذه اللجنة قد حلت بالجزائر منذ يوم الأربعاء الماضي. واجتمعت صبيحة يوم الخميس الماضي بالجمعيات الأمازيغية النشيطة بولاية تيزي وزو، بمقر جمعية «أمسناو»، بحضور أعضاء من المجلس الفيدرالي للكونكريس العالمي الأمازيغي واللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل. وإلى جانب جمعيات عن منطقة القبائل، حضرت اللقاء جمعيات من منطقة الأوراس وبومرداس. وقالت المصادر إن هذا اللقاء حضرته حوالي 20 جمعية أمازيغية. وحظيت هذه التحركات بمتابعة إعلامية جزائرية. وعنونت جريدة «الجزائرنيوز» بالفرنسية والعربية مقالا نشرته على صفحاتها ببنط عريض «المغرب يحاول اختراق المؤتمر الأمازيغي العالمي». ويحمل العنوان اتهاما للسلطات المغربية بالوقوف وراء محاولة دعم عقد المؤتمر الخامس للمنظمة بمكناس، بعدما تم الاتفاق مبدئيا على عقده بمنطقة القبائل.