عقدت اللجنة التنظيمية للمؤتمر الخامس للكونغريس العالمي الأمازيغي اجتماعا بمكناس، مساء أول أمس السبت، خصص لتدارس تطورات التحضير لعقد هذا المؤتمر المثير للجدل والذي يهدد بانقسام هذه المنظمة بعد بروز طرفين في قيادتها، الأول يدعو إلى عقد المؤتمر بمكناس والثاني بتيزي وزو الجزائرية. وقال فؤاد العمري، رئيس جمعية تويزا بطنجة، وهو عضو في اللجنة التنظيمية لمؤتمر مكناس، إن هذه الأخيرة حصلت على جميع الضمانات من قبل السلطات المحلية لإنجاح هذا المؤتمر، مضيفا أن ترتيبات حجز الفنادق للضيوف وحجز قاعة المؤتمر تمت في ظروف سلسلة. وتوقع المصدر ذاته أن تحضر حوالي 500 فعالية أمازيغية من مختلف مناطق شمال إفريقيا لهذا المؤتمر. ويأتي هذا الاجتماع في وقت نفى فيه أحمد الدغرني، الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل، أن يكون قرار الأمازيغ قد استقرّ على اختيار مدينة مكناس المغربية لانعقاد المؤتمر الخامس للمؤتمر العالمي الأمازيغي، مؤكدا أن النقاش لايزال قائماً بين الجمعيات الأمازيغية للاختيار بين الجزائر والمغرب. أما رشيد راخا، نائب الكونغريس الأمازيغي، فيشير إلى أن الاختيار وقع منذ البداية على الجزائر. الدغرني اتهم، في تصريحاته الأخيرة، أطرافاً إقليمية ودولية بالوقوف وراء صنع أزمة هذه المنظمة، ذكر منها كلا من ليبيا وفرنسا وإسبانيا. وقال إن ليبيا هي التي تدخلت لحل حزبه، لكن دون أن يقدم توضيحات إضافية حول هذا الاتهام. وفي السياق ذاته، اعتقلت السلطات الأمنية الجزائرية، يوم الأربعاء الماضي، بلعيد ابريكا، رئيس تنسيقية العروش بمنطقة القبائل. ويعتبر بريكا من الفعاليات الأمازيغية الجزائرية المدافعة عن عقد المؤتمر الخامس للكونغريس بالجزائر. وجاء هذا الاعتقال أياما قليلة بعد إقدام السلطات ذاتها على اعتقال نشطاء أمازيغيين مغاربة في ندوة صحفية خصصت لتقديم مستجدات عقد المؤتمر الخامس للكونغريس الأمازيغي بالجزائر، وكان ضمن هؤلاء كل من أحمد الدغرني ورشيد راخا. وقالت المصادر إن اعتقال بريكة رفقة ثلاثة نشطاء آخرين من تنسيقيته تم بعد احتجاجهم على عودة من سموهم برجال الدرك الذين تسببوا في انتفاضة 2001 بمنطقة القبائل، وهي الانتفاضة التي تأججت بسبب مقتل تلميذ من قبل رجال درك. ومكث هؤلاء النشطاء حوالي ثلاث ساعات بمقر ولاية أمن تيزي وزو قبل تقديمهم إلى العدالة. وأطلق سراحهم بعد ذلك. وعلى علاقة بالأزمة التي نشبت بين طرفي الكونغريس، قال فؤاد العمري، رئيس جمعية تويزا بطنجة، إنه قرر مقاضاة رشيد راخا بسبب اتهامات وجهها إلى هذه الجمعية، متهما إياها بالتبعية ل«المخزن» وملقيا عليها جانبا من المسؤولية في ما سماه باختلالات إعادة إعمار الحسيمة بعد الزلزال الذي ضربها، وموردا أن رئيسها هو شقيق إلياس العمري، أحد قياديي «حركة لكل الديمقراطيين» التي أسسها فؤاد عالي الهمة، صديق الملك وكاتب الدولة السابق في وزارة الداخلية. وقال العمري إن راخا، من خلال هذه الاتهامات، يرمي إلى صنع موقع له في أوساط الحركة الأمازيغية، مضيفا أن نائب الكونغريس راخا قد حضر في كل أنشطة هذه الجمعية إلى حدود 2007. وأشار إلى أن «مصالح شخصية ضيقة» هي التي تقف وراء هذه الاتهامات، مسجلا أن زوجة راخا تعتبر عضوا في مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهي «المؤسسة التابعة للقصر الملكي والتي تدعم جريدة العالم الأمازيغي التي يديرها كل من راخا وأمينة بنشيخ».