تشكلت لجنتان تحضيريتان للمؤتمر الخامس للكونغريس العالمي الأمازيغي، بعد خلاف نشب بين «زعامات» داخل هذه المنظمة التي أسست صيف 1995 بسان روم دو دولان الفرنسية بغرض الدفاع عن «أمازيغيي العالم». وطبقا للمصادر، فإن اللجنة الأولى تشكلت في الجزائر وترتب لعقد هذا المؤتمر في تيزي وزو القبائلية، والتي اختيرت في السابق لتحتضن هذا المؤتمر، قبل أن يدفع رفض السلطات الترخيص باحتضان المؤتمر أعضاء قياديين من المنظمة إلى تحويل الاتجاه إلى مدينة مكناس. وتورد المصادر أن الجزائري لونيس بلقاسم، الذي يتولى رئاسة هذه المنظمة لولاية ثانية والمرشح للولاية الثالثة، متحمس لعقد المؤتمر في مكناس، فيما المغربي رشيد راخا، نائبه المكلف بجهة أوربا والذي سبق له أن ترأس هذه المنظمة في الفترة ما بين 1999 و2002، يفضل عقد المؤتمر في تيزي وزو الجزائرية. ويقترح الطرفان الفترة الممتدة من 31 أكتوبر المقبل إلى 2 نونبر موعدا لهذه المحطة في كل من مكناس وتيزي وزو. ويرتقب، إذا استمر التباعد بين الطرفين، أن تشهد المنظمة انقساما آخر بعدما سبق لها أن عرفت انشقاقا بسبب صراعات مشابهة حول الزعامة في سنة 2002، انتهت باللجوء إلى القضاء الفرنسي لحسم خلاف الشرعية القانونية بين الطرفين. وتبعا لذات المصادر، فإن المغربي رشيد راخا يحظى بدعم من بلعيد ابريكا، رئيس تنسيقية العروش، الحركة الاحتجاجية الأكثر شعبية بمنطقة القبائل. كما أن مليكة معطوب -أخت المغني القبائلي المغتال لوناس معطوب، أبرز المغنين القبائليين المعروفين، قبل الاغتيال، بمناهضته للعسكر وللإسلاميين- تساند اختيار عقد المؤتمر بالجزائر. أما الجزائري لونيس بلقاسم فيحظى بدعم جمعيات الأطلس المتوسط، وعلى رأسها جمعية أسيد المؤثرة والمقربة من والي جهة مكناس تافيلالت حسن أوريد. كما يحظى بدعم جمعيات من الريف أبرزها جمعية «تويزا» والتي يترأسها مقربون من إلياس العمري، العضو «النافذ» في حركة لكل الديمقراطيين، وهي الحركة التي أطلقها فؤاد عالي الهمة، صديق الملك وكاتب الدولة السابق في وزارة الداخلية. ويتبادل الطرفان اتهامات بعدم شرعية اختيار كل منهما. ويتمسك الداعون إلى عقد المؤتمر بمكناس بالقول إن أغلب أعضاء مجلس الكونغريس قد اتفقوا على نقل المؤتمر إلى مكناس بعد منعهم من قبل السلطات الجزائرية، في اجتماع عقدوه نهاية غشت الماضي. في حين يذهب المدافعون عن عقد المؤتمر بتيزي وزو الجزائرية إلى أن الاجتماع المذكور هو «اجتماع افتراضي» عقد عبر الأنترنيت ولم يختم بأي تقرير أو محضر. كما يعتبرون أن اجتماعا رسميا عقد من قبل بمكناس ذاتها قرر عقد المؤتمر بتيزي وزو.