حسم المكتب الإداري للكونغريس العالمي الأمازيغي في مكان انعقاد المؤتمر الخامس لهذه المنظمة بعد أن رفضت السلطات الجزائرية الترخيص له بمنطقة تيزي وزو القبائلية. المؤتمر سينعقد، طبقا للمصادر، بمدينة مكناس في ضيافة جمعية «أسيد» الثقافية. وصوت 7 أعضاء من المكتب الإداري لهذه المنظمة من أصل 10 أعضاء على اختيار مدينة مكناس، بعدما طرحت عدة اختيارات أخرى ضمنها أكادير ومراكش وتافراوت وطنجة، واستبعدت مدن جزائرية بسبب الرفض المسبق للسلطات بالجارة الشرقية لاحتضان هذا المؤتمر. ودعا خالد الزيراري، من مسؤولي هذه المنظمة الدولية التي تقدم نفسها على أنها تسعى إلى الدفاع عن الأمازيغية بكل دول شمال إفريقيا بالخصوص وعلى صعيد باقي دول «الشتات»، إلى «رص الصفوف من أجل إنجاح هذه المحطة في سياق متسم برفض الأنظمة في شمال إفريقيا حل المشاكل المرتبطة بالأمازيغية». وقال الزيراري إن عقد المؤتمر يأتي في وقت يطلق فيه العقيد القذافي خطابات مناهضة للأمازيغية، وتمنع فيه الجزائر مؤتمر المنظمة ويعتقل فيه المغرب طلبة من نشطاء الحركة الأمازيغية منذ حوالي 15 شهرا دون محاكمة. المتحدث نفسه أورد أن حصيلة المنظمة، منذ المؤتمر الرابع المنعقد بالناظور في سنة 2005، كانت إيجابية. وراهن الكونغريس العالمي الأمازيغي، خلال هذه الفترة، على إعداد تقارير وجهت إلى منظمات ومؤسسات دولية تعنى بحقوق الإنسان. وتقول المصادر إن هذه التقارير ساهمت في التعريف دوليا بالقضية الأمازيغية، وكانت وراء دفع السلطات المغربية إلى عقد ندوة حول مسألة منع الأسماء الأمازيغية وتكوين لجنة عهد إليها بالعمل على تجاوز هذا المشكل من خلال وضع لوائح للأسماء المعترف بها بتعاون مع مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. ولم يحدد المكتب الإداري للكونغريس الأمازيغي بعد أي تاريخ لعقد المؤتمر، لكن المصادر تشير إلى أن كل المؤشرات تذهب في اتجاه عقده بعد شهر رمضان. ويذكر أن حسن أوريد، وهو من «نخبة القصر» المحسوبة على الحركة الأمازيغية، هو الذي يتولى منصب والي جهة مكناس تافيلالت. وتقول المصادر إن هذا المعطى سيسهل تجاوز بعض عراقيل السلطات المحلية في تعاملها مع مثل هذه المؤتمرات. أما عن الترشيحات لمنصب رئاسة المنظمة، فقد ذكرت المصادر أن عددا من الأسماء في المغرب والجزائر ستتنافس من أجل «الظفر بالرئاسة». فمن الجزائر، تتحدث المصادر عن احتمال ترشح كل من بلعيد ابريكا، رئيس تنسيقية العروش، وفرحات مهني، المغني القبائلي ورئيس حركة الحكم الذاتي للقبائل؛ ومن المغرب يرجح ترشح كل من الريفي رشيد راخا والزياني خالد الزيراري. وتعرف جل هذه الأسماء، لدى عدد من المتتبعين، بتوجهاتها «الراديكالية» في تناول ملف الأمازيغية.