سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواجهات بين نشطاء حركة 20 فبراير بسبب شعارات ضد رموز الدولة تشابك بالأيدي وناشط من الحركة يصفع زميلته بعد خلافات حادة بين اليسار والإسلاميين والقضية تصل إلى القضاء
دخلت حركة 20 فبراير بالرباط منعطفا جديدا من الخلافات بين تياراتها، إذ تحول الجمع العام لهذه الحركة، الذي انعقد بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أول أمس الاثنين، إلى حلبة صراع حقيقي بين نشطائها، بعد أن نشأ خلاف حاد بين اليساريين والإسلاميين حول شعارات ثورية ضد رموز الدولة رفعت خلال مسيرة الأحد الماضي، وهي الشعارت التي استهدف بعضها شخص الملك. إذ في الوقت الذي انتقد المحسوبون على التيار اليساري ما أسموه «عدم التزام جماعة العدل والإحسان بمقررات الجموع العامة وكذا بالأرضية التأسيسية للحركة»، تمسك الإسلاميون بحقهم في» رفع الشعارات التي يريدون مادامت الحركة تحمل في طياتها أطيافا سياسية مختلفة». واشتدت حدة الخلاف حين تقدم أعضاء من الحركة بمقترح ينص على نشر بيان باسم الحركة يدين «ما حدث مؤخرا بخصوص رفع شعارات لا تمت بصلة إلى مبادئ الحركة وكذلك التشديد على الخروقات التي شابت المسيرة الأخيرة والمتمثلة بالأساس في استعمال عبارات مشينة والتلفظ بكلام بذيء في حق مناضلات الحركة». في هذه اللحظة بالذات، تحولت المشادات الكلامية إلى صراع عنيف وصل إلى حد التشابك بالأيدي والضرب أسفر عن«صفع» نعيمة كلاف، عضو المكتب المركزي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بعد أن تم نعتها، حسب مصادرنا، ب«عبارات نابية ماسة بشرفها وكرامتها» من طرف أحد أعضاء الحركة، فاضطر الجميع إلى رفع أشغال الجمع العام بعد ساعة ونصف من المشادات حتى وقت لاحق. في السياق نفسه، أكدت مصادر«المساء» أن نعيمة كلاف، عضو حزب اليسار الاشتراكي الموحد، «تتجه نحو رفع دعوى قضائية ضد من قام بتعنيفها». إلى ذلك، أبرزت حسناء الزياني، عضو تنسيقية 20 فبراير بالرباط أنه «ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مناضلات الحركة للتعنيف والإهانة، حيث سبق لمحسوبين على التيار الإسلامي أن قاموا بسبهن وقذفهن خلال مسيرة الأحد الماضي»، موضحة «كنا في المرات السابقة نتحاشى أن نتحدث عن هذه الخروقات خوفا على مستقبل الحركة وحفاظا على وحدتها، لكن لما يصل الأمر إلى حد المس بالشرف، فإننا لن نسكت عن ذلك وسنتخذ إجراءات في حق من يدعون أنهم يؤمنون بالديمقراطية». وأضافت الزياني في تصريح ل«المساء» أن «مناضلي الحركة سيدرسون كل الإمكانيات من أجل التعامل بحزم مع هذا المعطى الجديد مع استحضار الأرضية التأسيسية التي ناضلنا من أجلها أول مرة، ولن نسمح برفع شعارات كمثل التي رفعت خلال مسيرة الأحد الماضي». ومن المفترض أن تكون حركة 20 فبراير قد عقدت يوم أمس الثلاثاء جمعا عاما لإصدار بيان في شأن «الصراع الدائر حاليا داخل الحركة وكذلك لإدانة التدخل العنيف لقوات الأمن خلال المسيرة الأخيرة». وتوقع بعض أعضاء الحركة أن يشهد الجمع العام خلافات حادة «تضع مستقبل تنسيقية الرباط على المحك».