ارتبط إسم الأب جيكو أو محمد بن الحسن التونسي العفاني ببداية المنافسات الكروية في المغرب، كان يشكل النواة الصلبة للوداد قبل أن يدير ظهره لهذا الفريق ويزرع الروح في كيان الرجاء، وهو يردد قولته الشهيرة «سأقود فريقا يقتسم مع الوداد هواء الدارالبيضاء»، وهو ما حصل حين أشرف على تدريب الرجاء ومنح للمغاربة ديربيات سنوية تشعل الحماس في المدرجات وتقسم خريطة الدارالبيضاء إلى شطرين. يروي أبوبكر اجضاهيم الرئيس السابق للوداد الرياضي بعضا من طرائف الأب جيكو، ويصر على أن الرجل كان فلتة كروية لن يجود الزمان بمثلها، سيما أنه كان أول مغربي ينال شهادة الباكلوريا، مما يعكس الجوانب المعرفية لمدرب اجتمع فيه ما «تشتت» في غيره. «ذات يوم كان إدريس جمادي أحد مكونات الثلاثي الوداد المرعب (إدريس وعبد السلام والشتوكي) في خلاف مع رئيس الوداد السلاوي بسبب رفض المسيرين منحه بعض المطالب المالية البسيطة، فلم يحضر لإحدى الحصص التدريبية وحين سأله الأب جيكو عن سبب تخلفه عن التداريب قال إنه يحمل إصابة طارئة على مستوى الركبة اليمنى تمنعه من الركض، لكن المدرب طلب منه الحضور يوم المباراة، وحين كان الجميع في مستودع الملابس وضع المدرب يده على الركبة اليسرى لعبد السلام وهو يسأل هل لازال الألم مستمرا، فقال له إدريس نعم، حينها تبين للحسن بأن اللاعب يدعي الإصابة لأنه أكد في السابق إصابته بألم في الركبة اليمنى قبل أن ينسى موضع الألم، حينها طلب منه الانضمام إلى زملائه في جو أثار ضحك الجميع». وينفض اجضاهيم الغبار عن الذاكرة وهو يستحضر سلسلة من المواقف الطريفة للأب جيكو، حيث يحكي عن مباراة كان يتابعها مدرب الوداد بمدرجات الملعب الشرفي، وكانت تجمع نجم الشباب بالجمعية السلاوية، وكان مصير المنهزم في تلك المباراة النزول إلى القسم الثاني، وقبل انتهاء المواجهة كان الفريق البيضاوي منتصرا بثلاثة أهداف مقابل لاشيء، مما يعني بقاء النجم ونزول الجمعية، لكن أحد المتفرجين قال للأب جيكو إنه من المستحيل نزول الفريق السلاوي لأن رئيسه هو عواد المشرف على تربية الأمير، لكن الرد كان سريعا من مدرب الوداد حين قال « واخا يكون الرئيس ديال سلا نفار ماشي غير عواد الفرقة نزلات». ويستمر أبوبكر في استحضار مواقف التونسي «مرة طلب منه مسؤولو الوداد تخصيص اجتماع أسبوعي للحديث عن الجوانب التقنية لكل مباراة، وخلال الاجتماع وجه إليه أحد مسيري الوداد أسئلة تخص النهج التكتيكي للفريق، فانتفض في وجهه وقال له «هل تجرأت مرة وسألتك عن طريقة قياس الأثواب ونوعيتها، وكان المسير من أشهر بائعي الثوب في طريق مديونة، منذ ذلك الحين ألغيت هذه الاجتماعات». «في إحدى المباريات أضاع اللاعب الشتوكي ضربة جزاء للوداد في مباراة حاسمة أمام بلعباس الجزائري، وفي الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء بملعب البحرية، أمسك الأب جيكو الكرة ونادى على الشتوكي وبقية اللاعبين من أجل تقديم درس في تسديد ضربات الجزاء بقوة، تراجع إلى الوراء وتقدم نحو الكرة فسددها في الهواء، ومنذ ذلك التاريخ لم يعثر أحد على تلك الكرة الطائشة».