تعرضت المخرجة السينمائية ماريا كريم، أول أمس الخميس، حوالي الساعة الخامسة مساء، بمقر ولاية الأمن بالدار البيضاء، للضرب والبصق على وجهها. وكانت ماريا قصدت ولاية الأمن للاستفسار عن اعتقال نبيل القرافي، العضو الثاني في مجموعة «الحاقد» ل«الراب»، لتجد نفسها تحت أقدام خمسة من العناصر الأمنية، كما حكت. وامتنعت ماريا كريم، التي كانت الكدمات الزرقاء بادية على كل أنحاء وجهها، عن مغادرة مركز الشرطة (بوركون) بعد نقلهم إليه مطالبة بإنجاز محضر لها مع العناصر الأمنية الخمسة التي قالت إنها اعتدت عليها، وعلى عبد الحق القرافي، أخ «الرابور» نبيل القرافي، الذي كان أنفه متورما وملطخا بالدماء. وقالت ماريا كريم إن الأحداث تطورت عندما وقفت لتسأل رجل أمن عن مصير نبيل القرافي، الذي اعتقل على الساعة الرابعة من مساء نفس اليوم، قبل أن تفاجأ به يبصق على وجهها، ويطرحها أرضا هو وأربعة من زملائه وينهالوا عليها بالركل والرفس. كما أكد عبد الحق القرافي، أخ نبيل القرافي، أنه عندما تدخل ليخلص ماريا من بين أرجل عناصر الأمن، باغته أحدهم بضربة على مستوى الأنف تسببت له في نزيف وتورم. وعاينت «المساء» عميد الشرطة الممتاز عبد الحق بوزرزار، رئيس الشرطة القضائية لأمن أنفا، يعانق ماريا كريم، في محاولة لتهدئتها وهو يقول بارتباك «ماريا بنتي غادي نتبناها»، ثم التفت إلى بعض عناصر 20 فبراير الذين دخل بعضهم إلى مكتب العميد، قائلا: «راه غير ماعرفوهاش». وكان العميد بوزرزار قد حضر على وجه الاستعجال إلى مكتب رئيس مركز شرطة بوركون، الذي فوجئ بتكاثر أعضاء حركة 20 فبراير أمام باب المركز. وقد غادرت ماريا كريم وعبد الحق القرافي مركز الشرطة ببوركون، بحضور محامي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مصطفى بندحمان، والمحامي يوسف الشهبي اللذين تعهد أمامهما العميد عبد الحق بوزرزار بأن يستقدم العناصر الأمنية الخمسة إلى مكتبه للاعتذار لماريا ومرافقها، كما شوهد العميد بوزرزار وهو يعانق عبد الحق القرافي، أخ نبيل القرافي، ويترجاه كي يغسل وجهه من أثر الدماء قبل أن يغادر.