أكد المجلس الانتقالي الليبي، يوم أمس الخميس، مقتل العقيد معمر القذافي متأثرا بجروحه بعد مواجهات في مدينة سرت. وكان المجلس الانتقالي الليبي قد أعلن في البداية عن خبر اعتقال القذافي حيا، من داخل حفرة، وذلك بعد إصابته في ساقيه خلال المواجهات الأخيرة بين الثوار وفلول كتائب النظام السابق، والتي كانت مدينة سرت مسرحا لها، قبل أن يعود القائد العسكري لطرابلس، عبد الحكيم بلحاج، لتأكيد مقتل الزعيم الليبي الهارب.
أما وكالة أنباء «رويترز» فقد قالت، نقلا عن حلف شمال الأطلسي، إن القذافي أصيب بعد غارة شنها الناتو على المنزل الذي كان يختبئ فيه بمدينة سرت، مسقط رأسه، وليس أثناء موجهات مع الثوار.
من جانب آخر، أفاد المجلس الانتقالي الليبي بأنه وضع يده على المعتصم القذافي، خامس أبناء معمر ومستشاره للأمن القومي، في مدينة سرت رفقة أحد مستشاريه، كما أعلن اعتقالَه عددا من كبار رموز النظام المطاح به، ومن ضمنهم وزير التعليم السابق أحمد إبراهيم. فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الثوار عثروا على جثة وزير الدفاع السابق أبو بكر يونس جابر في أحد مستشفيات سرت. وقد أعلن المجلس الانتقالي الليبي، يوم أمس الخميس، أنه بسط سيطرته الكاملة على مدينة سرت بعد شهرين من محاصرته لها. وشوهد علم الثورة يرفرف فوق آخر معاقل النظام الليبي، كما سمع صوت طلقات مدفعية أطلقها الثوار إعلانا عن النصر. وخرج العديد من سكان مدينة سرت، وغيرها من المدن الليبية، يلوحون بأعلام ليبيا الجديدة ويهتفون فرحا بنهاية عهد القذافي.
وفي موضوع ذي صلة، كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد صرحت، خلال زيارتها المفاجئة لطرابلس يوم الثلاثاء الماضي، بأن «الولاياتالمتحدة ترغب في رؤية العقيد معمر القذافي ميتا أو مأسورا»، ثم أضافت: «أنا فخورة بالوقوف هنا فوق تربة ليبيا المحررة. الولاياتالمتحدة فخورة بالوقوف معكم في معركتكم من أجل الحرية».
من جهة أخرى، قال عز الدين اللواج، الملحق الثقافي بالسفارة الليبية في الرباط، إن طائرة خاصة تقل جرحى ومصابين في صفوف ثوار ليبيا قد وصلت، على الساعة العاشرة من صباح أمس الخميس، إلى مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء.
وأكد اللواج، في تصريح أدلى به ل«المساء»، أن الطائرة الخاصة تقل حوالي 40 جريحا من الثوار وبعض المصابين من أهالي المدن الليبية التي تم تحريرها من سيطرة قوات معمر القذافي، حيث تم نقلهم إلى مستشفيات مغربية قصد إخضاعهم للعلاج. وأفاد اللواج بأن عملية نقل جرحى الثوار والمواطنين الليبيين أشرفت عليها السلطات المغربية، وساهم فيها رجال أعمال مغاربة، بتنسيق مع مجلس الحكم الانتقالي الليبي، إلى جانب جمعية 17 فبراير الخيرية الليبية التي تأسست بعد الثورة الليبية من أجل تقديم خدمات إغاثية إلى ضحايا القتال الدائر في ليبيا. وأشار الملحق الثقافي بالسفارة الليبية في الرباط، والذي يقوم حاليا بشؤون السفارة الليبية التي انضمت مبكرا إلى صفوف الثوار، إلى أن هذه المبادرة تعكس «اهتماما من الشعب المغربي بمساعدة الثورة الليبية من أجل إقامة نظام ديمقراطي عادل».