تحولت عدسات أشهر المصورين وأقلام أعتد الصحف والمجلات الفرنسية إلى إسرائيل وفلسطين المحتلة، حيث تعقبت بالتفصيل زيارة وزيرة العدل الفرنسية المنحدرة أصولها من المغرب التي قامت بزيارة دولة منذ يوم الجمعة الأخير واستمرت ثلاثة أيام. رشيدة داتي، التي تفتخر دوما بفرنسيتها وتبعد عنها دوما «شُبهة» الإسلام والعروبة والمغرب، بالرغم من زياراتها المتكررة لمنزل والدها بحي سباتة الشعبي بالدار البيضاء ولمقابر المسلمين، تنازلت عن هويتها الإفرنجية وأسدلت غطاء أبيض وأسود على رأسها لحظة دخولها باحة المسجد الأقصى في القدسالمحتلة. زيارة حارسة الأختام الفرنسية لإسرائيل تأتي بعد ثلاثة أشهر فقط على زيارة مماثلة لنيكولا ساركوزي باعتباره رئيسا للدولة. وبالاضافة إلى زيارتها للمسجد الأقصى، قام الوفد الفلسطيني المكون من رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ عبد العظيم سلهب، ورئيس قسم الآثار الإسلامية يوسف النتشة، بمرافقة الوزيرة الفرنسية في زيارة لقبة الصخرة المشرفة، وتم إطلاع ذاتي على قسم ترميم المخطوطات وأروقة المتحف الإسلامي بباحة الحرم الشريف. وفي إشارة أكثر من رمزية، أهدى رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الفلسطيني مصحفا شريفا للوزيرة رشيدة داتي، وقال بهذا الخصوص لوكالة الأنباء الفرنسية : «هي هدية ثمينة نقدمها لزوارنا الكرام»، فيما قامت داتي بالتوازي مع زيارتها الرسمية للقدس بزيارة حائط المبكى الإسرائيلي، وبمقابل وضع غطاء على رأسها لدى دخولها باحة المسجد الأقصى، لبست داتي الأسود لحظة قيامها بوضع إكليل الزهور أمام نصب «ياد فاشيم» المخلد للمحرقة اليهودية في القدسالغربية. وفي مقابلة لها مع صحيفة «الأيام» الفلسطينية المقربة من السلطة الفلسطينية، أعربت الوزيرة الفرنسية عن رغبة فرنسا في «مساعدة الشعب الفلسطيني لإقامة دولة القانون»، حيث وقعت بهذا الخصوص مع وزير العدل الفلسطيني على اتفاقية تعاون قضائي تقوم فرنسا من خلالها بدعم القضاء الفلسطيني والمحاكم، من خلال قيام متخصصين فرنسيين بتدريب الكوادر القضائية الفلسطينية. حمل الوزيرة الفرنسية العازبة لم يمر مرور الكرام، فقد كان لافتا تعمد رشيدة داتي وضع يدها على بطنها خلال جميع أشواط زيارتها للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، والتقطت عدسات أشهر المصورين لقطات معبرة سرعان ما وجدت مكانها بالمجلات الفرنسية المتخصصة في أخبار وحياة المشاهير، ونقلت بهذا الخصوص الصحيفة الفرنسية الساخرة «لوكانار أونشيني» أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال خلال عشاء مع وزيراته إنه يعلم هوية والد جنين رشيدة داتي. وأضاف ذات المصدر على لسان ساركوزي أنه كشف خلال هذا العشاء أن والد الجنين «عضو من الحكومة»، فيما ذهبت المجلة الفرنسية «بير بيبل» إلى القول بأن ساركوزي يهيئ تعديلا وزاريا يوم 3 يناير القادم، ستكون فيه رشيدة داتي على رأس قائمة المغادرات، بالنظر إلى أنه سيتزامن مع نهاية رئاسة فرنسا للاتحاد الأوربي ومع قرب موعد وضع جنينها.