ما هو الدور الذي تلعبه التغذية في فصل الخريف والشتاء؟ وهل هناك علاقة بين التغير المناخي والسلوك الغذائي؟ وما البرنامج الغذائي العامّ لتقوية مناعة الجسم ضد الأمراض الموسمية؟ أخصائية التغذية أسماء ازريول تستعرض لنا أهم النصائح التي يجب على الأم التّقيُّد بها لكي يتجنب أطفالها أمراض الشتاء الموسمية. مناعة الطفل الرضيع حول الخطوات الأولى التي يجب أن تحرص الأم على إتباعها لتقوية مناعة طفلها خلال فصل الخريف والشتاء، تقول أسماء أزريول، أخصائية التغذية إن «فصل الخريف والشتاء يعتبر اختبارا حقيقيا لمناعة جسم الطفل ضد بعض الأمراض، كالأنفلونزا الموسمية، لهذا يجب على الأم إيلاء أهمية بالغة لتقوية مناعة طفلها مند الأيام الأولى له، بالإسراع إلى إعطائه اللباء، أي حليب الأم، الذي يظهر بعد الولادة مباشرة، ويستمر إلى حدود 7 أيام بعد الولادة، تم تأتي بعد ذلك الرضاعة الطبيعية، التي تستمر إلى أن يبلغ الطفل عامه الثاني، مع الحرص على تنويع غذائه ما بين الشهر الخامس والسادس.. وتعتبر هذه الخطوات أولى القواعد الأساسية لبناء مناعة الطفل. بعد ذلك، تأتي مرحلة الحرص على تعزيز المناعة، بتوفير العناصر الغذائية الضرورية، من مضادات الأكسدة والعناصر المعدنية التي يُوفّرها الغذاء ليفي باحتياجات الجسم ويسد حاجته، وأي نقص في عنصر من العناصر الغذائية يسبب تراجعا في العمليات الكيميائية داخل الجسم، مما يسبب للصغير شعورا بالضعف والإجهاد والتعب، وبعض المضاعفات الأخرى الناجمة عن نقص هذه العناصر، إذا كان ذلك بشكل مستمر، على اعتبار أن نقص العنصر الغذائي يقلل من إتمام العمليات الهرمونية وغيرها، مما له علاقة بكل تفاعلات الجسم التي تتداخل بشكل مُعقَّد، لذلك فان الغذاء السليم يؤمن العناصر السليمة ليستفيد منها الجسم خير استفادة في تصنيع هذه المضادات التي تحارب أي مرض قد يصيب جسم طفلك، فتكون جهة دفاعية فعالة للجسم». الدليل الغذائي لتقوية مناعة طفلك عندما يضعف الجهاز المناعي عند أي شخص، وخصوصا عند الأطفال لأن جهازهم المناعي يكون ما يزال في طور التكوين، فإن سوء التغذية يكون أحدّ أهم الأسباب، حسب خبيرة التغذية أسماء زريول. ومن هذا المنطلق، فإن جودة التغذية التي يتلقاها الطفل تحدد، بشكل مباشر، سرعة تدهور صحته عندما يضعف جهازه المناعي. كما يساعد في تحديد مدى قابليته واستعداده للإصابة بالمرض، بشكل عامّ، وبالعدوى، بشكل خاص. وبدون تغذية جيّدة، تصبح كل الجهود العلاجية الأخرى غيرَ فعالة بشكل كبير. ومن الأسباب التي تؤدي إلى سوء الحالة الغذائية سوء اختيار الطعام الذي يتناوله الطفل وسوء الهضم وسوء امتصاص ما يأكله حتى لو كان متوازِنا، إلى جانب المشاكل التي تعوق هضم ما يأكله وامتصاصه، والتي تتم مواجهتها باستخدام المكملات الغذائية، وكذا الإكثار من الحلويات والمشروبات الغازية ومن العصائر الغنية بالسكر. بهذا الخصوص، تقول أسماء ازريول إن «قواعد تقوية المناعة تبتدئ بالتغذية السليمة والمتوازنة، مع الإكثار من شرب العصائر والفواكه الطازجة، خصوصا البرتقال والليمون، وأيضا، الفلفل الطازج، الغني بالفيتامين «ج»، مع عدم إهمال وجبة الفطور، خصوصا قبل الذهاب إلى المدرسة. ما يجب تجنبه يجب تجنب الكربوهيدرات المكررة، كالسكر ومنتجات الدقيق الأبيض، لأنها تمنع الجهاز المناعي من العمل بالكفاءة المطلوبة، ولكنْ من الممكن تناولها بكميات قليلة جدا من وقت إلى آخر. ولا ننسى بهذا الخصوص أن الوجبات عالية الدهون تجعل الهضم أقلَّ كفاءة وتزيد من مستوى الكولسترول. كما أن بعض الدهون الموجودة في الجسم تؤدي بطريقة مباشرة إلى ضعف كفاءة جوانب معيَّنة من العمل المناعي، كأن يصبح إنتاج الأجسام المضادة أقل فاعلية، ولهذا السبب، يجب تجنب الإفراط في إعطاء الطفل وجبات غنية بالدهون الحيوانية، مع الحرص على إعطائه زيوت الأسماك والنباتات التي تساعد على تقوية مناعته، والتي يجب أن تشكل جزءا من النظام الغذائي، أما إذا كان الطفل لا يتقبل مذاق الوجبات غير المطبوخة، مثل الخضر، فيمكن أن تقدم له مُبخَّرة أو كحساء، لأن هذا يساعد على تكسير المواد التي يصعب على الجهاز الهضمي هضمها، وبالتالي قد تسبب له بعض الاضطرابات.