عندما يضعف الجهاز المناعي عند أي شخص، وخصوصا عند الأطفال لأن جهازهم المناعي يكون في طور التكوين، فإن سوء التغذية يكون أحد أهم الأسباب، حسب خبيرة التغذية أسماء زريول، ومن هذا المنطلق فإن جودة التغذية التي يتلقاها الطفل تحدد بشكل مباشر سرعة تدهور صحته عندما يضعف جهازه المناعي، كما يساعد في تحديد مدى قابليته واستعداده للإصابة بالمرض بشكل عام والعدوى بشكل خاص، وبدون تغذية جيدة تصبح كل الجهود العلاجية الأخرى غير فعالة بشكل كبير. ومن الأسباب التي تؤدي إلى سوء الحالة الغذائية، هناك سوء اختيار الطعام الذي يتناوله الطفل، وسوء الهضم وسوء امتصاص ما يأكله حتى لو كان متوازنا، إلى جانب المشاكل التي تعوق هضم ما يأكله وامتصاصه والتي يتم مواجهتها باستخدام المكملات الغذائية، وكذا الإكثار من الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر. بهذا الخصوص تقول أسماء زريول: «تبتدئ قواعد تقوية المناعة بالتغذية السليمة والمتوازنة، مع الإكثار من شرب العصائر والفواكه الطازجة، خصوصا البرتقال والليمون وأيضا الفلفل الطازج الغني بالفيتامين «ج»، مع عدم إهمال وجبة الفطور خصوصا قبل الذهاب إلى المدرسة، كما يجب تجنب الكربوهيدرات المكررة كالسكر ومنتجات الدقيق الأبيض لأنها تمنع الجهاز المناعي من العمل بالكفاءة المطلوبة، ولكن من الممكن تناولها بكميات قليلة جدا من وقت لآخر. ولا ننسى بهذا الخصوص أن الوجبات عالية الدهون تجعل الهضم أقل كفاءة وتزيد من مستوى الكوليسترول، كما أن بعض الدهون الموجودة في الجسم تؤدي بطريقة مباشرة إلى ضعف كفاءة جوانب معينة من العمل المناعي، كأن يصبح إنتاج الأجسام المضادة أقل فاعلية، ولهذا السبب يجب تجنب الإفراط في إعطاء الطفل وجبات غنية بالدهون الحيوانية، مع الحرص على إعطائه زيوت الأسماك والنباتات التي تساعد على تقوية مناعته، والتي يجب أن تشكل جزءا من النظام الغذائي، أما إذا كان الطفل لا يتقبل مذاق الوجبات غير المطبوخة مثل الخضروات، فيمكن أن تقدم إليه مبخرة أو كحساء لأن هذا يساعد على تكسير المواد التي يصعب على الجهاز الهضمي هضمها، وبالتالي قد تسبب له بعض الاضطرابات.