رأى الشاعر والروائي محمد الأشعري في قراءته لرواية نجمي «جيرترود»، في نهاية الاسبوع الماضي في المكتبة الوطنية، أن حسن نجمي في روايته الجديدة تناول الأمريكية جيرترود ليتحدث من خلالها عن المئات من مُوَاطنيها، من الأدباء والنقاد والفنانين والموسيقيين الذين «تقاطروا»، منذ عشرينيات القرن الماضي، على العواصم الأوربية وعلى باريس تحديدا، بحثاً عن جذور منسية أو عن كثافة مفقودة أو فقط تمهيدا لملء المتاحف الأمريكية بأعمال المرحلة. وأضاف الأشعري أن «جيرترود لا تُشكّل، روائيا، مسارا باهراً يبني عليه حسن نجمي عالما مدهشا يفترض أن يكون في كل عمل روائي. في المقابل، فإن ما تعقبه حسن مستعملا «جيرترود» هو تلك المرحلة التي عاشتها، ذلك العصر الذي اخترقته، بجسدها وبروحها، وتلك الأمكنة المشحونة، المتأرجحة بين عتاقة الأحياء والأزقّة والجسور والحدائق وبين بدائية الضاحية الغجرية.. ثم ذلك التزامن المذهل بين عبقريات مخلخلة للفكر وللوجدان أبولينير، بيكاسو، ماتيس، غري، ماكس جاكوب، فرنسيس سكوت فيتزجراد، فرجيل طومسون والعشرات من هذا «العيار».. كلهم كانوا يرتادون صالون «جيرترود». وبعد أن أشار إلى واقعة الشعراء المغاربة الذين تحوّلوا إلى روائيين، كمحمد الأشعري وفتيحة مرشيد وحسن نجمي، قال الناقد والروائي والقاص العراقي المقيم في تونس، عبد الرحمان مجيد الربيعي، إن نجمي كان يعرف أنه لا يكتب رواية بقدْر ما يعيد تشييد باريس في سنوات الثلاثين والأربعين من القرن الماضي.