ظهرت رواية أخرى في قضية الأستاذ، الذي «عثر» عليه مكبلا بالسلاسل لمدة فاقت 5 سنوات في ضيعة فلاحية مملوكة لقيادي من الأحرار هو الحاج الحسين بوالرحيم، رئيس جماعة قروية بتارودانت. وجاء في هذه الرواية أن الأستاذ كان مبحوثا عنه وفبرك قصة احتجازه للهروب من العدالة نظرا إلى وجود مذكرة بحث صادرة في حقه في قضية نصب تهم قرابة 100 مليون سنتيم. إلى ذلك، استمعت مصالح الدرك الملكي بتارودانت إلى الحاج الحسين بوالرحيم، المتهم في قضية الأستاذ المختفى، في محضر عادي. وأكد بور الرحيم, في تصريح ل«المساء», أن هذه القضية مفبركة ولا أساس لها من الصحة، وأن النزاع الذي بينه وبين المعني بالأمر لا يتجاوز نزاعا عقاريا عاديا، سبق أن صدرت فيه أحكام قضائية. وأضاف أن الأستاذ المعني بالأمر عثر عليه في ضيعته في حالة عادية، ولم يكن يظهر عليه أي أثر للتعذيب أو التكبيل بالسلاسل في أطرافه وعنقه. وأوضح بوالرحيم أن هذا الأستاذ مبحوث عنه في ملف عقاري، مضيفا أنه سبق أن قام بالنصب على خمسة أشخاص هم أنفسهم الأشخاص الذين تم اتهامهم بأنهم شاركوه في قضية احتجازه. وأكد بوالرحيم, في التصريح ذاته, أن الأشخاص الذين كانوا وراء هذه العملية اختاروا الزمان المكان المناسب لتنفيذ خطتهم التي يقول إنها تستهدف مستقبله السياسي. وأضاف بوالرحيم أن عملية النصب التي قام بها الأستاذ المذكور اعتقل على خلفيتها أحد إخوته ووسيط في قضايا العقار وصاحب الأرض، فيما لاذ الأستاذ المذكور بالفرار وظل مختفيا إلى أن ظهر بالشكل الذي تناقلته جميع وسائل الإعلام. من جهته، أكد شقيق الأستاذ أن أخاه اختفى منذ يناير 2007 وقامت الأسرة بنشر مجموعة من الإعلانات عن اختفائه، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل إلى أن تم العثور عليه في ضيعة رئيس جماعة تنزرت. وأكد شقيق الأستاذ، في اتصال أجرته معه «المساء»، أن التقرير النفسي الذي تم إعداده بخصوص الحالة النفسية لشقيقه لم يطلع عليه أحد وأنه سلم مباشرة لقائد الدرك الملكي، في حين كشف التقرير الطبي عن وجود أعراض الروماتيزم في القدمين والحوض، إضافة إلى بعض الاضطرابات في المعدة. وأكد المصدر ذاته أن شقيقه كان هو الوحيد الذي يتولى ملف النزاعات القضائية للأسرة بحكم تكوينه القانوني ولكونه أكبر إخوته. وأضاف أن النزاع الذي كان قائما بين الأسرة ورئيس الجماعة, المتهم في هذه القضية, كان على خلفية محاولة رئيس الجماعة الاستيلاء على ما يقارب 15 هكتارا من أراضي خاصة بعائلة الأستاذ. كما أضاف شقيق الأستاذ أن رئيس الجماعة حاول استعمال نفوذه من أجل الاستيلاء على هذه الأراضي. وينتظر أن تعرف هذه القضية تطورات مثيرة، خاصة أن روائح تصفية حسابات سياسية تفوح منها بشكل كبير.