عيّنت مؤسسة «مساء ميديا» مديرَ نشر جديدا لجريدة «المساء» خلفا لرشيد نيني، الذي يقبع خلف القضبان منذ قرابة 6 أشهر، في حكم تعسّفي وظالم ومسيء إلى سمعة وصورة المغرب في الداخل والخارج. المدير الجديد لهذه اليومية، التي وضعها القراء المغاربة في المرتبة الأولى للسنة الخامسة على التوالي، هو عبد الله الدامون، واحد من أبناء هذه المؤسسة، الذين التحقوا بها مع انطلاقتها الأولى. وقد جاء تعيين عبد الله الدامون مديرا للنشر باتفاق مع رشيد نيني، لتفادي حدوث أي مشكل قانوني قد يؤثر على انتظام صدور الجريدة بعد دخول ملف محاكمة مديرها شوطها النهائي في المرحلة الاستئنافية، تمهيدا للنطق بالحكم. وليست الجريدة في حاجة إلى التعريف هنا بعبد الله الدامون وبمساره المهنيّ في مهنة المتاعب. فالدامون معروف لدى القراء واشتغل في عدد من المنابر الصحافية، المغربية والعربية، وربما لم يرتبط اسمه في ذهن القراء بأي منبر آخرَ أكثر من ارتباطه بجريدة «المساء». فهذه الجريدة كانت ثمرة «حلم» قديم لمجموعة صحافيين جريئين وصادقين في حب وطنهم وشعبهم، حاولوا، من خلالها، أن يُطبّقوا نظرية واحدة وبسيطة.. مؤداها: «من يحب وطنه.. فليفعل شيئا من أجله»!... في بداية سنة 2000، كان الدامون ضمن كوكبة متميزة من الصحافيين الذين بدؤوا تجربة إنشاء صحيفة «الصباح» المملوكة لمؤسسة «إيكو ميديا» مع الصحافي طلحة جبريل. في تلك التجربة، اجتمعت ثلة من الشباب، بينهم زميلنا رشيد نيني، الموجود الآن خلف قضبان آثمة، وكانت بداية صداقة وثيقة وطويلة بين تلك المجموعة، التي تفرّقتْ بها السبل بعد ذلك، لكنْ لم تتفرق بها القلوب. عايش الدامون تجربة «المساء» حتى قبل انطلاقها، أي منذ مراحل «الحلم» بها كتجربة متميّزة وفريدة. وعند بدء التجربة، كان ممن ساهموا بقوة، ضمن زملاء آخرين، في رسم معالم هذه التجربة الصحافية، التي ستظل دائما وفيّة للخط التحريري الذي اختارته لنفسها منذ البداية، أي أن تكون دائما «قريبة من الناس»، أي أن «المساء» ستظل دائما «تشبه المغاربة» وتعكس آلامهم وآمالهم... فهذا خط لا محيدَ عنه. «المساء» لم تختر سوى واحد من أبنائها لإكمال الطريق، هو صحافي يبتعد عن الأضواء ويحبّ الاشتغال في صمت، وسيظل، في البداية والنهاية، مثل كل طاقم «المساء»، في خدمة القراء، الذين نعتبرهم رأسمالَنا، الأولَ والأخير. سواء في الماضي في الحاضر أو في المستقبل، سنظل نؤمن بأن «المساء» جريدة وُلِدت لكي تلِج بيوت كل المغاربة ولكي يقرأها كل أفراد الأسرة: الأب والأم والأبناء.. جريدة يفخر بها المغرب ويفخر بها المغاربة ويحتضنونها، بدفء خاص، مع كل «عاصفة»...