تمكنت الشرطة القضائية في بوزنيقة، نهاية الأسبوع المنصرم، من تفكيك عصابة، متخصصة في السطو على المحلات التجارية، واعتقال عنصرين من أفرادها، والاهتداء إلى هوية وصورة الشريك الثالث، متزعم العصابة. وعلمت «المساء» بأن بطاقة التعريف الوطنية البيومترية لعبت دورا فعالا في الاهتداء إلى العصابة، بعد أن اعتمدت الشرطة العلمية على بصمات أفراد العصابة وقطرات دم أحدهم، تم الحصول عليها بعد آخر عملية نفذتها العصابة خلال شهر غشت كانت قد سطت خلالها، في واضحة النهار، على مقهى للأنترنيت وبيع الهواتف النقالة وبعض أجزائها، وسرقت مبالغ مالية وهواتف نقالة وحواسيب وأجهزة (إيم بي 3) وبطاقات للتعبئة بقيمة فاقت 20 مليون سنتيم، قبل أن تختفي تاركة المشرفة على المحل مكبلة اليدين والرجلين ومكممة الفم بأشرطة لاصقة. وانتظرت الشرطة أزيد من شهر نتائج مطابقة البصمات وتحاليل قطرات الدم التي أحيلت على المختبر العلمي في الرباط، قبل أن تتوصل إلى هوية أحد أفراد الشبكة وعنوانه في الجماعة القروية الشراط بضواحي بوزنيقة، ليتم القبض عليه داخل منزله وبحوزته هاتف نقال مسروق، وهو من سيرشد الشرطة إلى شريكه الأول بعد أن أدلى بعنوان محل سكناه الكائن في نفس الدوار. وكشف اللصان معا بعد ذلك عن هوية شريكهما الثالث الذي يسكن في ضواحي مدينة مراكش، والذي كان قد حل قبل أشهر بمدينة بوزنيقة، حيث اشتغل مياوما في إحدى الضيعات الفلاحية بالجوار، قبل أن يتعرف على شريكيه ويشكل الثلاثة عصابة إجرامية تسطو على المحلات التجارية؛ فيما لم تتمكن الشرطة من حجز المسروقات الخاصة بمقهى الأنترنيت، بعد أن تأكد لها أن المسروقات ظلت في معظمها لدى زعيم العصابة الفار والذي كاد يقع في كمين نصبته له الشرطة، لولا أن أحد الشبان أشعره بالأمر وحذره، فأفلت من قبضة الشرطة التي اعتقلت الشاب الذي ساعد اللص على الهرب وقدمته إلى العدالة. وتعود تفاصيل الحادث حين نفذ ثلاثة شبان سطوا مسلحا هوليوديا، اتضح أنه تم التخطيط له بدقة وإحكام من طرف العناصر الثلاثة؛ فقد تمكنت العصابة من ولوج المقهى (سيبير عزوزي) الكائنة في حي عثمان في حدود العاشرة صباحا، علما بأن أحد الشبان الثلاثة سبق له أن زار المقهى وتحدث إلى المشرفة بشأن جهاز (إيم بي 3) زعم أنه يرغب في شرائه.. دخل أحدهم بخطى ثابتة إلى المقهى، حيث كانت المشرفة وحدها، مستغلا خلو الشارع من المارة وقلة الحركة كما هي الحال عادة خلال فترات الصباح الرمضانية.. وتحدث إليها على أساس أنه عاد لاقتناء نفس الجهاز.. فانتقلت المشرفة إلى دولاب زجاجي (فترينا) حيث يوجد الجهاز وحملته إلى مكتبها لتشغيله والتأكد من صلاحيته قبل بيعه إياه، لكن الشاب ما لبث أن ضرب المشرفة برجله وأسقطها أرضا، ثم نادى على شريكيه اللذين بادرا إلى إغلاق باب المقهى وتعنيف المشرفة قبل تكبيل يديها ورجليها بشريط لاصق، ثم عادوا إلى تكميم فمها وتغطية وجهها بعد أن بدأت في الصراخ، كما قام أحدهم بوضع سكين على عنقها مهددا إياها بذبحها في حال ما إذا عاودت الصراخ.. وهكذا باشر الشبان عملية السطو بكل اطمئنان فحملوا كل ما غلا ثمنه وخف وزنه من بطاقات تعبئة وهواتف نقالة وأجهزة أخرى ومبالغ مالية، واضطروا من أجل وضع اليد على مسروقاتهم إلى تكسير زجاج (الفيترينا) التي كانت مغلقة بالمفاتيح، وهو ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح في يديه؛ وبعد أن أنهوا عمليتهم فروا نحو المجهول، تاركين المشرفة بين الحياة والموت بسبب الشريط اللاصق الذي منعها من التنفس وكاد يميتها اختناقا، ولحسن حظها أنها استطاعت الزحف في اتجاه باب المقهى وفتحته وإن بصعوبة، وارتمت في الشارع، فكان صاحب محل لبيع (الزريعة) أول من شاهدها، فعمد إلى فك رباطها وإنقاذها من الموت. وبعد أن التقطت المشرفة أنفاسها، حكت ما وقع لبعض المارة، لتتم مهاتفة صاحب المحل الذي اتصل بالشرطة القضائية في المدينة. ولم يمر إلا وقت يسير حتى حضرت الشرطة العلمية التي عاينت كل زوايا المقهى وحملت عدة أدلة وقرائن لإجراء تحاليل عليها من أجل رفع البصمات، وخصوصا قطرات الدم التي علقت بقطع زجاج مكسور، والتي تعود إلى أحد اللصوص الذي لم يجد مفتاح (الفيترينا) فعمد إلى كسر زجاجها. واستمعت الشرطة القضائية إلى المشرفة، وعرضت عليها صور بعض المشتبه فيهم. لكن المشرفة، التي كانت مضطربة جدا، لم تهتد إلى اللصوص ولم تتمكن من تذكر بعض أوصافهم، مما حال دون العثور عليهم. لكن مع ظهور نتائج تحاليل الشرطة العلمية، تم الاهتداء إلى العصابة، ليوضع حد لها ولشرورها.