أحالت الشرطة القضائية بالمحمدية، نهاية الأسبوع المنصرم، على محكمة الاستئناف بالبيضاء، شابين متهمين بتنظيم عصابة إجرامية متخصصة في السطو المسلح على المحلات التجارية، فيما حررت مذكرة بحث وطنية في حق شريكين لهما، تعرف الشرطة كل أوصافهما ومكان سكنيهما بالمحمدية. وقد تم اعتقال كل من (م.أ) من مواليد سنة 1993، و(ع.ع) من مواليد سنة 1990 بالمحمدية، بعد تنفيذهما رفقة شريكيهما الهاربين عملية سطو مسلح على محلبة. بداية الترصد لصاحب المحلبة كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا حين انزوى شابان غريبان بمدخل بتجزئة مومن بعالية المحمدية، كان الشابان من خلال حركاتهما ونظراتهما يمينا وشمالا يترصدان لشيء ما، لم يتمكن مصطفى (اسم مستعار) الحارس الليلي بالمنطقة من الاهتداء إليه. لكن مصطفى الذي اعتاد رؤية غرباء كثيرين يحومون بالمنطقة لأغراض مختلفة مشروعة أو ممنوعة. كانت له نظرة حاسمة لهذين الشابين، فقرر استفسارهما عن غرضهما وما إن كانا ينتظران شخصا ما. سأل مصطفى أحد الشابين، فرد عليه بكل ثقة بأنهما ينتظران صديقين لهما اتفقا معهما على الالتقاء بهذا المكان قبل المضي في سبيلهم. ظل الحارس الليلي يراقبهما عن بعد إلى أن لحق بهما شابان آخران غريبان بدورهما عن الحي، فاقتنع الحارس بألا خوف منهما بعد أن صدقا في قولهما معه، ليقرر الانصراف بعد أن انتهت فترة حراسته. تنفيذ عملية السطو المسلح فطنت المجموعة الشابة إلى أن الحارس أنهى مهمته في الحراسة. فقرر أعضاؤها بدء نشاطهم المعتاد في عمليات السطو المسلح على المحلات التجارية. وكانت المجموعة برمجت عملية سطو على «محلبة» اعتاد صاحبها مزاولة نشاطه التجاري باكرا. وكان صاحب المحلبة قد انتبه إلى الشبان الأربعة الذين كانوا بجوار ورش للبناء، فظن أنهم من عمال الورش ينتظرون بداية يومهم الجديد. بعد دقائق من إتمام خطة السطو على «المحلبة»، دخل الشبان الأربعة إلى المحل المعني، وجلسوا على كراسي يوفرها صاحب المحلبة لزبائنه. خطة المجموعة كانت تقتضي أن يكون صاحب المحل وحيدا، لكنهم فوجئوا بأن هناك صبيا يساعده. فعمد أحد أفراد الشبكة الإجرامية إلى إسقاط كأس زجاجية على الأرض فتكسرت، وعند خروج الصبي لجمع الزجاج المتناثر وتنظيف المكان، هاجمه شابان من الخلف وهما يحملان سكينين، فيما هاجم الشابان الآخران صاحب المحلبة، وأشبعاه ضربا قبل أن يقوما بتكبيله بحبل جلباه معهما. والسطو على ما لديه من مدخرات مالية والاختفاء عن الأنظار. اعتقال شابين وفرار شريكيهما تم إخبار مجموعة الأبحاث الخامسة التابعة للشرطة القضائية بالمحمدية بحادث السطو المسلح على المحلبة، والتي نظمت حملة تمشيطية واسعة بناء على المواصفات هده الأخيرة أدلى بها صاحب المحل وصبيه والحارس الليلي، والتي انتهت بالاهتداء إلى عنصرين من الشبكة واعتقالهما، وتم حجز أسلحة بيضاء وأقنعة وحبل ومجموعة كبيرة من بطاقات التعبئة الهاتفية من منزليهما. وذكر قريب لأحد المعتقلين للشرطة القضائية أنه شاهد قريبه يشتري حبلا، ويضعه داخل حقيبة له، ولم يكن يعلم بما يجول في خاطر قريبه العاطل. إلى أن فوجئ بخبر إقدامه رفقة شبان آخرين على عملية سطو مسلح. واعترف الشابان بالمنسوب إليهما، وبأنه سبق لهما أن نفذا عمليات سطو مشابهة بالمدينة. كما أدليا بهويتي شريكيهما اللذين مازالا في حالة فرار. وينتظر أن تتقاطر على مصالح الشرطة القضائية بالمحمدية مجموعة من الشكايات لمواطنين تعرضوا للعنف واعتراض السبيل والسطو على ممتلكاتهم، كانوا قد تجنبوا التبليغ خوفا من بطش أفراد العصابة، الذين كانوا يهددون بالانتقام في حال الكشف عن هويتهم. وذكرت مصادرنا أن الضحايا لم يتأكدوا بعد من هوية أفراد العصابة التي مازال اثنين منها في حالة فرار، وما إذا كانت هي نفس العصابة التي سطت عليهم. وأضافت مصادرنا أن مصالح الشرطة توصلت كذلك بشكايات من مجموعة من الضحايا ستحاول استدعاءهم لإطلاعهم على خبر اعتقال العصابة، ومنحهم فرصة التعرف على أفرادها والتحقق من أنها نفس العصابة التي راح ضحيتها العديد من المواطنين داخل وخارج مدينة المحمدية.