فجر مشروع إحداث مركز جهوي للأشخاص المسنين المعوزين بمدينة سطات، في صفوف المنتخبين وفعاليات حقوقية وسياسية بإقليم ابن سليمان، مصير مشروعين لإحداث دارين للعجزة سبق أن وضع حجرهما الأساس. وزادت الإحصائيات الرسمية الخاصة حول عدد المسنين المعوزين بجهة الشاوية ورديغة من غضبهم، حيث أظهرت وثيقة وزعت على أعضاء المجلس الجهوي أن الجهة تضم 2832 نسمة من هذه الفئة، وأن إقليمسطات وحده يضم 2242 نسمة منها. وهو ما اعتبروه مغالطات وأرقاما ليست لها علاقة بالواقع المعيش. استياء الساكنة وبعض المسؤولين والمنتخبين أعاد إلى الواجهة مشروعي بناء دارين للعجزة وضع حجرهما الأساس من طرف عمال ووزراء سابقين غير أنه لم يتم إنجازهما، ولم يعرف مصير الغلافين الماليين اللذين كانا مرصودين لهما، واللذين لم يتم الإفصاح عنهما عند وضع الحجر الأساس. وتستعد عدة جهات لإحداث تنسيقية خاصة لمطالبة المسؤولين الإقليميين بالكشف عن أسباب تعثر المشروعين منذ عقود خلت. وعلمت «المساء» أن وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، سبق أن وضع نهاية التسعينيات رفقة عامل الإقليم حينها الحجر الأساسي لبناء دار للعجزة كما أن المساحة التي كانت مخصصة للمشروع تم تخصيصها لجهات أخرى. وكانت «المساء» قد أشارت إلى تفاصيل المشروع خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته عمالة ابن سليمان، الأربعاء خامس أكتوبر، من أجل عرض حصيلة المبادرة بالإقليم. ورد رئيس قسم العمل الاجتماعي بأن المشروع كان من بين البرامج المستعجلة الأولية للجنة الإقليمية، وتابع بالقول :«لم نكن حينها نعلم كيف ندبر مشاريع المبادرة الوطنية لا أنا ولا العامل..» كما أن مشروعا آخر لإحداث دار العجزة تم إجهاضه لأسباب ظلت غامضة، بعد أن عمد أحد العمال السابقين بداية القرن الجاري إلى وضع الحجر الأساس لبنائها قرب دار الطالب. ولم تجد «المساء» أي رد لدى السلطات الإقليمية وبلدية المدينة حول أسباب تعثر المشروعين، علما أن جهات أكدت أن المشروع كان سيحدث فوق أرض سلالية. وذكر العديد من المنتخبين وممثلي جمعيات محلية أن إقليم ابن سليمان لا ينال من ميزانية الجهة إلا الفتات، وأن مجلس الجهة ومسؤولي الولاية يعتمدون في توزيع حصص الدعم وتمويل المشاريع على إحصائيات قديمة، متجاهلين وضع الإقليم الحالي وعدد سكانه الذي بلغ 243 ألف نسمة. ويذكر أن مشروع إحداث مركز جهوي للمسنين سيكلف غلافا ماليا حدد في 3.150.000 درهم بشراكة بين التعاون الوطني والإنعاش الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وسينجز فوق أرض تابعة للجمعية الخيرية الإسلامية مساحتها 2700 متر مربع، وستساهم المندوبية الإقليميةبسطات في التأطير الطبي. ويصل وعاء المركز إلى 50 مسنا من الجنسين ومن كافة مناطق الجهة. صرح أغلب المسنين بالقول: «عايشين بقدرة الله» في خلاصة لهم حول الأوضاع التي يعيشون فيها، حيث أكدوا أنهم يعيشون في وضع وصفوه ب«المأساوي»، حيث تتقاذفهم الأزقة والشوارع ويستقرون داخل بناية متهالكة بها ثلاثة مراحيض جماعية متعفنة، تضم مقر جمعيتين، واحدة للمقعدين والمعطوبين تحمل اسم الجمعية اليوسفية، والثانية كتب عليها فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين.