عبد الحليم لعريبي علمت «المساء»، من مصادر مُطّلعة، أن عناصر المركز القضائي للدرك الملكي في الرباط فكّكت، في الأسابيع الأخيرة، شبكة مختصة في النصب على الراغبين في الالتحاق بمؤسسة الحسن الثاني للمصالح الاجتماعية العسكرية في الرباط. وقد أحالت مصالح الدرك الملكي ضابطة صف تشتغل في مؤسسة الحسن الثاني على المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية في الرباط، بينما أحالت صاحب محل تجاري على وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في الرباط، وحرر الدرك الملكي مذكرات بحث على الصعيد الوطني في حق ثلاثة مبحوث عنهم آخرين في الملف ذاته. وذكرت نفس المصادر أن وقائع الملف «تفجّرت» خلال الشهور الماضية، بعدما تقدمت ست فتيات من قرية «تيغسالين»، في نواحي خنيفرة، بشكايات إلى مسؤول عسكري رفيع المستوى في مؤسسة الحسن الثاني للمصالح الاجتماعية العسكرية، يتّهمْن فيها أفراد شبكة بالنصب عليهم، بعد وعدهم بالحصول على وظائف تابعة لمصالح مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية العسكرية، وأحالت الأخيرة على القيادة الجهوية للدرك الملكي في الرباط الشكايات المرتبطة بملف النصب. وكشفت نفس المصادر أن التحقيق جرى تحت إشراف ضباط سامين. وأثناء الاستماع إلى الضحايا من قبل المركز القضائي للدرك الملكي، أفادوا بأنهم قدِموا من قرية «تيغسّالين» (ضواحي خنيفرة) إلى مدينة تمارة والتقوا أحد المتهمين، وفّر لهم المبيت في منزله. وفي صبيحة اليوم الموالي، وعدهن بأنه سيلتقي أحد الوسطاء في حي «أكدال»، وسلمت الفتيات الضحيات المَبالغ المالية للمبحوث عنه، الذي أخبرهن أنهن سيتسلّمن استدعاءات لاجتياز مباريات الولوج إلى مصالح مؤسسة الحسن الثاني في الرباط. وبعد مرور أسابيع من تاريخ إجراء المباريات، اكتشفت الضحايا تعرضهن لعملية نصب من قِبَل المبحوث عنهم، ووضعن شكايات في مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية العسكرية في الرباط. وذكر الضحايا أن وسيطا، وهو صاحب محل تجاري، ساعدهن في لقاء المبحوث عنهم في الملف وتم اعتقال صاحب المحل التجاري تحت إشراف النيابة العامة، قبل أن تقضي المحكمة الابتدائية ببراءته من التُّهَم المنسوبة إليه في عملية النصب. وأثناء الاستماع إلى الضحايا والموقوف، أقروا بعلاقتهم مع ضابطة صف تشتغل في مؤسسة الحسن الثاني للمصالح الاجتماعية العسكرية في الرباط، وجرى توقيف المشتبَه فيها والاستماع إليها في محضر رسمي وإحالتها على العدل العسكري. وقد أقرّت العسكرية أنها التقت زوجة والدها رفقة الضحايا في مقهى في الرباط، لكنها لم تكن على علم أنهن يرغبن في الالتحاق بوظائف داخل مؤسسة الحسن الثاني للمصالح الاجتماعية العسكرية. يذكر أن عناصر المركز القضائي في القيادة الجهوية للدرك الملكي في الرباط استدعت أولياء أمور الفتيات من قرية «تغسّالين»، وتم الاستماع إليهم، وأقروا بتسليم مبالغ مالية للفتيات قصد تسليمها لوسطاء في التوظيف في مؤسسة الحسن الثاني لمؤسسة الأعمال الاجتماعية العسكرية.