كشف سيون أسيدون، الناشط الحقوقي من أصول يهودية، عن معطيات مثيرة حول التعاون الفلاحي بين المغرب وإسرائيل، مشيرا في حوار مع «المساء» إلى أنه يتوفر على أدلة قاطعة حول هذا التعامل المباشر، الذي يتم بطرق مباشرة وغير مباشرة. وقال أسيدون إن البذور الإسرائيلية تدخل التراب المغربي عبر بريطانيا والدانمارك بعلم وزارة الفلاحة المغربية. كما كشف أسيدون أيضا وجود تجهيزات ذات صلة بالمجال الفلاحي كمضخات الري بالتقطير أو الرش وكذا آليات تصفية المياه العادمة، التي تأتي بدورها من إسرائيل، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود حاويات مملوكة لشركة إسرائيلية تحمل اسم «زيم»، تجوب طرقات شوارع الدارالبيضاء. وفي معرض حديثه عن النشاط الأخير، الذي احتضنته جامعة «الأخوين» بإفران حول «الهولوكوست»، والذي كان من تنظيم جمعية «كيفونيم»، قال أسيدون إن المغاربة ليسوا بحاجة إلى جمعية صهيونية تذكرهم بتقاليد التعايش السلمي والتسامح، التي عاشوها عبر تاريخهم الطويل. وندد الحقوقي المغربي باستضافة هذه الجمعية في الجامعة المغربية، مذكرا بأن هدفها المعلن صراحة في أدبياتها هو استكمال «الحلم الصهيوني» الرامي إلى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين في حدود تمتد إلى نهر الأردن. ولم يفت الحقوقي المغربي الإشارة إلى أن شركتي «ألستوم» و»فيوليا» ضالعتان في جريمة تهويد القدس من خلال قيامهما بأشغال «الترامواي» في هاته المدينة التي يحتلها الصهاينة، مضيفا أنه من العيب الأخلاقي والقانوني التعامل مع هاتين الشركتين، اللتين تشرف أولاهما على القطار السريع بطنجة الذي تم تدشينه مؤخرا، فيما تشرف الثانية على «الترامواي» بالرباط. وقال أسيدون إن الهيئة التي يعمل ضمنها، الداعية إلى «مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» المعروفة اختصارا ب BDS ليست ضد الحديث عن موضوع إبادة الجنس البشري، بل إن ذلك يستحق التنويه لما يثيره من لفت انتباه الشباب إلى معاني العنصرية والأنظمة التسلطية، بل هي ضد التركيز على الحدث الخاص باليهود فقط دون الإشارة إلى باقي الأجناس البشرية الأخرى، معتبرا ذلك إقصاء متعمدا لجميع المذابح التاريخية والحالية التي تعرض لها الجنس البشري. ورأى الحقوقي المغربي بأن الحديث عن «الهولوكوست» له وظيفة معينة، وأنه باختصار بحث عن غطاء للمشروع الصهيوني بغية تبرير إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطينالمحتلة.