ارتفعت الصادرات الإسرائيلية للمغرب خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2009 إلى 8,3 ملايين دولار بعدما كانت في حدود 7,5 ملايين دولار في الفترة نفسها من 2008، حسب معهد الإحصاء الإسرائيلي. وخلال شهر ماي الماضي، انخفضت واردات المغرب من الكيان الصهيوني إلى مليون ونصف مليون دولار بعدما بلغت 3,2 ملايين دولار خلال ماي 2008. وقد اتخذت صادرات إسرائيل إلى المغرب منحنى تصاعديا في السنوات القليلة الماضية، بحيث انتقلت من 16,6 مليون دولار سنة 2007 إلى 20,6 مليون دولار في العام الموالي. فيما استقرت صادرات المغرب إلى إسرائيل خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري في مليون و400 ألف دولار، وهو نفس المستوى المسجل السنة الماضية، وعرف شهر ماي الماضي ارتفاع واردات إسرائيل من المغرب بشكل طفيف لتصل إلى 400 ألف دولار مقابل 300 ألف دولار خلال ماي 2008. وقد ارتفعت صادرات المغرب للدولة العبرية خلال السنتين الماضيتين، لتنتقل من 2,7 مليون دولار سنة 2007 إلى قرابة 4 ملايين دولار سنة 2008. هذه الأرقام تأتي في وقت تؤكد فيه الحكومة المغربية عدم وجود علاقات اقتصادية مباشرة بين المغرب وإسرائيل، وأن ما يتم تسريبه إلى المغرب من منتجات إسرائيلية بين الفينة والأخرى يدخل ضمن التهريب الجمركي على أساس أنها منتجات لا تأتي مباشرة من إسرائيل، وإنما بطريقة غير مباشرة، وقد وعدت وزارة الاقتصاد والمالية بمحاربة عمليات الغش الضريبي التي تسهل دخول البضائع الإسرائيلية للمغرب. ويلح عدد من دعاة مناهضة التطبيع الاقتصادي على أن تقوم الحكومة بسحب من قوائم البذور المرخصة بالمغرب، البذور ذات الأصل الإسرائيلي والمسوقة بالمغرب من قبل شركتين محليتين، كما يدعون إدارة الجمارك إلى القيام بأبحاث، وتحديد قوائم المنتجات من أصل إسرائيلي، بغرض منع دخولها إلى المغرب تنفيذا لالتزامات المغرب على الصعيدين العربي والإسلامي، وما يتضمن من قرارات لمقاطعة الدول العبرية. ومن المنتجات التي تجد طريقها من إسرائيل إلى المغرب عدد من الملابس والمواد الاستهلاكية والتجهيزات المنزلية ومنتجات البذور الإسرائيلية من طماطم وجزر وفواكه وتجهيزات الطاقة الشمسية وتقنيات المواصلات، ويتم هذ التسويق عبر شركات أوربية وسيطة إسبانية وإنجليزية ودانماركية... يشار إلى أنه سبق لمعهد الإحصاء الإسرائيلي أن ذكر في أحد تقاريره السنوية بأن هناك 46 شركة إسرائيلية صدرت منتجات إلى المغرب خلال سنة 2006، وأن 28 شركة مغربية تعاملت مع شركات إسرائيلية... وسبق أن وجه 11 من الاقتصاديين والمثقفين المغاربة نداء في بداية العام الجاري، إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى رجال الأعمال والاقتصاديين في المغرب إلى مقاطعة الصادرات الإسرائيلية، وكذا عدم استهلاك المنتجات ذات الأصل الإسرائيلي. ومن بين تلك الشخصيات اليهوديان المغربيان إدمون المالح وسيون أسيدون، بالإضافة إلى كريم التازي مدير الجمعية لصناعة النسيج وعبد الرحيم الحجوجي رجل الأعمال وأنيس بلافريج الرئيس المدير العام للفدرالية المغربية للاستشارة والهندسة، وحورية الحوات الناشطة الحقوقية، وبشر بناني الكاتب العام للجمعية المغربية لمهنيي الكتاب، وأمينة بلافريج طبيبة أطفال بالرباط، ومالك غلاب، رئيس مختبر بفرنسا وعضو اللجنة التأسيسية لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وخالد الجامعي الكاتب الصحافي، ولطيفة الغساسي ورجل الأعمال محسن عيوش والوجه السياسي والتاريخي محمد بنسعيد آيت إيدر.