90% من الطلبة المرسلين إلى تركيا، حسب ما أكدته مصادر «المساء»، وبناء على لوائح تسجيلهم التي حصلنا على نسخ منها، هم إما أبناء لقياديين معروفين في حزب العدالة والتنمية أو أعضاء في شبيبة الحزب، خاصة في مدينة أكادير، التي ينشط فيها إدريس بوانو. وقد وصل عدد الطلبة الموفدين إلى تركيا، إلى حدود السنة الماضية إلى 93 طالبا، ثلاثة منهم في موسم -2008 -2009 و30 في موسم 2009-2010 و60 في موسم 2010 -2011. من بين هؤلاء الموفدين طلبة ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية أو أبناء قياديين فيه، ومن ضمنهم نجم الدين العثماني، ابن سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للحزب، والذي يتابع دراسته، حاليا، في جامعة «باهشيشيهير» (Bahçeşehir) في إسطنبول، ومن ضمن هؤلاء الطلبة، أيضا، مصعب الحمداوي، ابن محمد الحمدواي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، التي تعد بمثابة الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية. انتقل مصعب إلى تركيا سنة 2008 وبدأ بدراسة اللغة التركية ثم الإنجليزية، قبل أن ينتقل إلى مجاورة نجم الدين العثماني في جامعة «باهشيشيهير». وهي جامعة خاصة يؤدى مبلغ خمسة آلاف دولار سنويا مقابل الدراسة فيها، لمدة أربعة أعوام. التحق بمصعب، خلال السنة الماضية، ابن عمه يوسف الحمداوي، بعدما حصل على منحة جامعية من أجل متابعة دراسته في تركيا. ضمن الطلبة، أيضا، محسن أبو الربيع، الذي التحق بتركيا في السنة الماضية، وهو ابن عبد العالي أبو الربيع، القيادي في العدالة والتنمية والنائب الأول لرئيس مقاطعة الحي المحمدي ورئيس المقاطعة السابق. كما يتابع الدراسة هناك، أيضا، ابن أحمد عبادي، رئيس رابطة العلماء المغاربة ومدير الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف سابقا، والذي تربطه علاقات صداقة مع قياديين في حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية. ومن بين هؤلاء الطلبة، كذلك، أيمن محمد الشوباني، ابن الحبيب الشوباني، القيادي في العدالة والتنمية والبرلماني عن الحزب ذاته، بعدما فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة في مدينة الراشيدية، إضافة إلى ابنة أخته، جهاد بريش. أما الابن، أيمن، فقد التحق، في السنة الماضية، بمدرسة اللغة التركية، بينما قدِمتْ جهاد من مدينة الشوباني الأصلية، الراشيدية، لتُجاور ابن عمها في مدرسة اللغة التركية ذاتها. وضمن الطلبة الذين حصلوا على منحة دراسية، أيضا، محمد أيناعو، وهو ابن نائب برلماني، ومحمد ياسر ومعاذ اليعقوبي، ابنا قياديين في حزب العدالة والتنمية. أما الطلبة المنتمون إلى شبيبة العدالة والتنمية، خاصة بمدينة أكادير، فهم يُشكّلون غالبية الطلبة المرسَلين للدراسة، من قِبَل شركة التوجيه الطلابي، المملوكة لرجال الأعمال النورسيين. ورغم أن هؤلاء الطلبة يدرسون في جامعات حكومية وخاصة لا علاقة لها بالنورسيين، إلا أن دور هؤلاء في تكوينهم وتأطيرهم، دينيا وتربويا، يبقى حاضرا بشكل واضح، بداية من التكلف باستقبالهم فور وصولهم إلى مطار إسطنبول، الدولي، وتوفير شقق لإيوائهم، هي في الواقع في ملكية الطائفة النورسية في تركيا، مجانا، وفق ما أكدت مصادر «المساء»... «عندما تم قبولي للدراسة في تركيا، ظل أحد أتباع الطائفة النورسية يتواصل معي لإتمام ظروف سفري. تكلفتُ بأداء مبلغ تذكرة الطائرة، بينما أوضحوا لي أنهم سيوفرون لي سكنا. وصلتُ إلى مطار إسطنبول في ساعة متأخرة من الليل، فوجدتُ الشخص ذاتَه في استقبالي»، يوضح الطالب الذي التقته «المساء». في المقابل، يروج النورسيون فكرهم لهؤلاء الطلبة، بحكم التقارب الفكري الحاصل بينهم، في الغالب، كما يُلقَّنون مرجعيات الطائفة، القائمة على فكرة «الخدمة»، أي «التحلّي بالخلق الحسن والتربية الفاضلة من أجل خدمة الآخرين».