سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحتجون يحتلون مقلعا للرمال ويمنعون شركة المعادن من التزود بهذه المادة التلاميذ «يهجرون» مقاعدهم ويقاطعون الدراسة ويشاركون في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام
منع محتجو جماعة إميضر بتنغير، أول أمس الثلاثاء، شركة معادن إميضر من التزود بالرمال من أحد المقالع المزودة بآليات خاصة لهذا الغرض، حيث عمد المحتجون إلى احتلال المقلع وعرقلة عملية نقل الرمال عقب مسيرة احتجاجية على طول 20 كيلومترا قطعوها مشيا على الأقدام في اتجاه المقلع الموجود بمحاذاة منجم إميضر للفضة، وأوقفوا آلة التكسير «الكانكاسور» التي تزود هذا الأخير بالرمال والحصى، حيث قاموا بإيقاف عمل هذه المنشأة لأنها، حسب مصادر من المحتجين، لا تلتزم بدفتر تحملاتها وتتسبب في استنزاف وصفوه ب«المهول» للثروة الرملية بالمنطقة. ونظم تلاميذ إميضر مسيرة احتجاجية تضامنا مع أسرهم خلال اليوم ذاته موازاة مع الإضراب الذي يخوضونه عن الدراسة، حيث لم يلتحق تلاميذ المنطقة بمؤسساتهم التعليمية على الرغم من انطلاق الموسم الدراسي الجديد بمختلف مؤسسات التعليم على الصعيد الوطني. وندد التلاميذ بالأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة على جميع الأصعدة بما فيها ظروف التمدرس بسبب غياب البنيات التحتية كالمراكز الثقافية والمكتبات والمختبرات، وكذلك قاعات المعلوميات.. وانطلقت هذه المسيرة التي شارك فيها أزيد من 1000 تلميذ وتلميذة من أمام مقر الجماعة القروية لإميضر، مرورا من أمام مدرسة إميضر المركزية، نحو الثانوية الإعدادية لإميضر، حيث تم منعهم من طرف المسؤولين من دخول الإعدادية، وهو ما دعاهم للتظاهر أمامها رافعين شعارات تعبر عن تضامنهم مع أوليائهم المعتصمين فوق جبل البان. وأضافت المصادر ذاتها أن التلاميذ عازمون على الاستمرار في مقاطعة الدراسة إلى أن تتم الاستجابة لجميع مطالب سكان المنطقة. وأكدت المصادر ذاتها أن لقاء كان من المرتقب أن يجمع بين لجنة الحوار دعا إليه المجلس الوطني لحقوق الإنسان كطرف حقوقي، وهو الحوار الذي كان من المرتقب أن يجمع اللجنة بمسؤولين عن شركة معادن إميضر وعن السلطة المحلية ممثلة في عامل عمالة تنغير، والمجلس الجماعي لإميضر، حيث كان من المرتقب أن ينظم اللقاء أول أمس في العاشرة صباحا بمقر الجماعة القروية لإميضر غير أن أطراف هذا اللقاء تخلفوا عنه مما أثار استياء لجنة الحوار والساكنة التي اعتبرت ذلك «عدم جدية ومسؤولية هذه الأطراف لإيجاد حلول موضوعية ترقى إلى طموحات المحتجين»، وهو ما دعاهم مباشرة بعد ذلك إلى تنظيم المسيرة الاحتجاجية في انتظار تصعيده في الأيام المقبلة، تؤكد المصادر نفسها. ويذكر أن محتجي تنغير يخوضون اعتصامهم المفتوح منذ فاتح غشت الماضي فوق جبل البان قرب الخزان المزود الرئيسي لمنجم إميضر للفضة للمطالبة برفع التهميش والإقصاء ومن أجل العيش الكريم والمطالبة بتوفير فرص عمل لأبناء الجماعة وإعطائهم الأولوية في ذلك. كما يطالبون بتوفير الماء الصالح للشرب والنهوض بالمنطقة، التي أكدت مصادر من المنطقة أنها قدمت كل ما تملك من ثروات مائية ومعدنية وبشرية.. وهو ما قوبل بالإقصاء والتهميش والتلوث واستنزاف ثرواتها الطبيعية منذ عقود من طرف شركة معادن إميضر، تؤكد المصادر ذاتها. وفي سياق متصل طالبت «حركة على درب 96»، وهي حركة احتجاجية ديمقراطية سلمية منبثقة عن ساكنة جماعة إميضر جميع الحركات الديمقراطية والمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية والأحزاب السياسية التقدمية بالتدخل لتحقيق مطالب السكان الذين يعانون من التهميش.