سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مولاي إبراهيم .. وجهة سياحية حولها بعض السماسرة إلى فضاء للباحثين عن «اللذة» السكان يطالبون بالتأهيل السياحي للمنطقة والجماعة مستعدة لتنصيب نفسها طرفا مدنيا
احتج سكان مولاي إبراهيم على انتشار ظاهرة الدعارة، وطالبوا بتطهير المنطقة من المومسات ومن جميع أشكال الفساد التي تنتشر في المنطقة خلال عطلة الصيف وفي جميع المناسبات طيلة السنة. وقد كانت الساحة المقابلة لمركز قيادة مولاي إبراهيم مسرحا لهذه الوقفات، رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب بمحاربة الفساد والحد من انتشار الفساد الأخلاقي وذلك بإغلاق جميع المحلات التي تساعد على ذلك. خاصة وأن المنطقة عرفت انتشار العديد من دور الدعارة، أصبح معها الأمر يدعو إلى اتخاذ العديد من التدابير للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تؤرق ساكنة مولاي إبراهيم. وقد أبدت العديد من الفعاليات استنكارها لذلك، وبادرت خلالها بالقيام بمراسلة الجهات المسؤولة منددة بهذا الوضع المشين، خاصة وأن مولاي إبراهيم يصبح في بعض الأعياد مرتعا لزيارات بعض الشباب القادمين من مراكش والمناطق المجاورة والراغبين في إشباع رغباتهم الجنسية. وتحول معها الولي الصالح إلى مكان مفضل للسياحة الجنسية، أمام أنظار أبناء المنطقة الذين ضاقوا ذرعا بتصرفات بعض أرباب المحلات والفنادق الذين يستقدمون مومسات من أجل التشجيع على الفساد وبالتالي استفحال ظاهرة الدعارة التي تضر بمصالح المنطقة. ظل مولاي إبراهيم موقعا سياحيا يغري الزائرين بالقدوم إليه كل سنة، خاصة وأنه يوجد في منطقة جبلية تتمتع بمناظرها الجميلة، وأهم ما كان يلفت الزائر طيلة سنوات مضت هو انتشار دور الدعارة، إذ وفرت بعض الجهات فنادق خاصة لاستقطاب أكبر عدد من الباحثين عن ممارسة الجنس، حتى ارتبطت زيارة المكان بالبحث عن المتعة الجنسية، في تصور خاطئ لبعض الشباب، وبالرغم من المحاولات المتعددة التي ما فتئت تقوم بها السلطات المحلية للحد من هذه الظاهرة لم يتحقق لها ما أرادت بشكل تام حتى وإن نجحت إلى حد بعيد في الحد من انتشارها بشكل نسبي، وتم إنجاز محاضر كثيرة في هذا الشأن، وما تبع ذلك من أحكام قضائية لم تنه مشكل الدعارة الذي ظل ينخر جسم المنطقة، وهو ما دفع بعد سنوات طويلة سكان مولاي إبراهيم إلى القيام باحتجاجات جماعية لإيقاف هذا النزيف الذي حرم المنطقة من طابعها الديني وأضفى عليها صبغة الفساد بأشكال مختلفة. في وقت يسعى فيه البعض إلى إعادة الاعتبار إلى المنطقة وتشجيع العائلات على زيارة مولاي إبراهيم دون أن تجد مانعا من فعل ذلك. وقد استقت «المساء» آراء السلطات المحلية وسكان المنطقة الذين تحدثوا عن الوضع الحالي للمنطقة بنوع من الاستنكار على أمل أن تتحقق رغباتهم جميعا في رؤية المنطقة بدون دور دعارة، وألا تذهب احتجاجاتهم أدراج الرياح. وقد صرح محمد امكيزو: رئيس جماعة مولاي إبراهيم بأن جماعة مولاي إبراهيم قد عقدت دورة استثنائية وضعت خلالها برامج مهمة لتأهيل الجانب السياحي بالمنطقة والقضاء على ظاهرة الدعارة، إذ تقدم المجلس الجماعي بثلاثة إجراءات من أجل ذلك: -1 رفع ملتمس إلى السلطات المحلية لتكثيف الدوريات والمراقبة اليومية. -2 الجماعة مستعدة لتنصيب نفسها طرفا مدنيا في جميع القضايا المتعلقة بالدعارة، وبالتالي المطالبة بتطبيق أقصى العقوبات في حق المتورطين في قضايا الدعارة مع العمل على سحب رخص المحلات وإغلاقها بصفة نهائية. 3 تكوين لجنة في القريب العاجل بين جميع القطاعات المعنية، بما فيها القوات المساعدة والدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية لمراقبة جميع الفنادق وإعادة النظر في الرخص الممنوحة. وقد تمت المصادقة على هذه المقترحات بالإجماع. على أمل أن تتكاثف جهود الجميع لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق الجميع، وتقدم صورة سلبية عن منطقة مولاي إبراهيم التي اعتاد الناس زيارتها باستمرار للوقوف على جمال الطبيعة، ونسج علاقات طيبة بين كل الزوار، يضيف الرئيس، خاصة وأن الجماعة تسعى إلى العديد من الإصلاحات التي ستساعد الزائر على الحضور إلى مولاي إبراهيم، خاصة بعد توسعة الطريق الرابطة بين أسني ومولاي إبراهيم، كما تتواصل الأشغال من أجل توسعة الطريق الرابط بين تحناوت ومولاي إبراهيم، وهو ما سيسهل التنقل بشكل جيد إلى مولاي إبراهيم، الذي تأمل ساكنته أن يحافظ على طابعه السياحي والروحاني بعيدا عن صورة الفساد التي ارتسمت في ذاكرة البعض، وهو ما سيتحقق في القريب العاجل، حسب رأي رئيس الجماعة، برغم الحيطة والحذر اللذين أصبح يتسلح بهما بعض المومسات من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها رجال السلطة إلى الأماكن المشبوهة. جهود للحد من انتشار الظاهرة وقد اتصلت «المساء» أيضا برجال السلطة المحلية، الذين أفادوا بأن السلطة تعمل جادة على مراقبة هذه الفنادق التي تنعت بأنها أوكار للدعارة، إذ تقوم بواجبها من خلال تنظيم دوريات اعتيادية لمراقبة كل الوحدات، وتخرج في لجنة مكونة من ممثل السلطة المحلية ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة، وفي حالة ضبط أي حالة تتم إحالة المعني بالأمر على رجال الدرك الملكي الذين يقومون بدورهم بإحالته على أنظار العدالة، لكن الإشكال المطروح هو أنه يتعذر علينا دائما ضبط الحالات، وذلك لأن وجود مجموعة من النساء داخل بعض الوحدات الفندقية يكون بشكل قانوني فأغلبهن يقمن بالتنظيف أو أشياء أخرى تتعلق أساسا بأعمال هذه الوحدات، وعند المراقبة الاعتيادية تكون الوحدات الفندقية في غالب الأحيان مقفلة ومن الطبيعي أن يأخذ صاحب الوحدة الفندقية ترتيباته قبل دخول لجنة المراقبة، وهو ما يصعب عملية ضبط حالات فساد، ولكن هم السبطات المحلية الأكبر هو محاربة هذه الظاهرة التي تؤرق مضجع الجميع». الدعارة تنتشر رغم الطابع الروحي للمنطقة لمعالجة الموضوع من كل الزوايا، تم الاتصال بإبراهيم آيت احمد: رئيس جمعية آفاق، الذي أفاد بأن المنطقة تعرف على الصعيد الوطني بطبيعتها الجبلية الخلابة التي تجلب إليها السائح، وقربها من مدينة مراكش السياح، ووجود الولي الصالح مولاي إبراهيم أضفى عليها الطابع الروحي، حيث يزورها مجموعة من المريدين وطلاب العلم، وهذا الطابع ظل لسنوات يميز المنطقة إلى جانب موقعها الاستراتيجي السياحي، لكن هذه الصورة الجميلة التي ميزت المنطقة سرعان ما بدأت في التراجع بعدما انتشرت ظاهرة لا أخلاقية منذ منتصف الثمانينات حتى وصلت إلى مستويات عالية في السنوات الأخيرة جعلت سكان المنطقة يخرجون للشارع للتظاهر والاحتجاج مستنكرين ما أصبحت تعيشه المنطقة، خاصة بعد انتشار مومسات في مجموعة من الوحدات الفندقية الصغيرة، وظلت الساكنة تتوقع تدخل السلطات المحلية والإقليمية لوقف هذا النزيف لكن دون جدوى مما جعلها تقوم بتنسيق مع بعض فعاليات المجتمع المدني بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مركز قيادة مولاي إبراهيم، وقد سبقت هذه الوقفة مجموعة من المراسلات والشكايات إلى السلطة الإقليمية في شخص عامل إقليم تحناوت في 15/3/2011، تمت المطالبة من خلالها بلقاء لتدارس أوضاع مركز مولاي إبراهيم، ورسالة أخرى إلى وكيل الملك بابتدائية مراكش تم فيها عرض ما يجري بالمنطقة، خاصة تفشي ظاهرة الفساد بحي الكرنة، بتاريخ20/11/2003، ورسالة إلى عقيد الدرك الملكي بتحناوت الحوزمراكش. وللإشارة، فإن مجموعة من الوحدات الفندقية سبق أن تورط المسؤولون عنها في قضايا دعارة انتهت بأحكام مختلفة صادرة عن المحكمة الابتدائية بمراكش، يضيف ابراهيم أيت احمد، وفي الوقت الذي كانت فيه ساكنة مولاي إبراهيم تنتظر اتخاذ إجراءات صارمة ضد الوحدات الفندقية، ظلت هذه الأخيرة تشتغل وتقوم بالنشاط نفسه دون مراعاة مشاعر سكان المنطقة، الذين أصبحوا يخجلون من تصرفات بعض المومسات التي تخدش الحياء العام».
مولاي إبراهيم «طير الجبال»..مكان جميل يحقق متعة السياحة الجبلية إن التفكير في زيارة مراكش النخيل، يقتضي بالضرورة زيارة كل المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة للترويح عن النفس والاستمتاع بجمال الطبيعة، خاصة أن المنطقة تزخر بتضاريسها الجبلية المتنوعة، ومناخها الرائع. ففي جبال الأطلس، وعلى بعد مسافة 52 كلم جنوبمراكش الحمراء، توجد منطقة مولاي إبراهيم، موقع جميل لا يتعدى عدد ساكنته 11 ألف نسمة، على مساحة تقدر ب 140 كلم مربع، تشكل خلالها زاوية مولاي ابراهيم مركز جذب للسياح، وقد ظلت المنطقة على مدار سنين عديدة واحدة من أهم المنتجعات الجبلية بالمغرب، خاصة خلال فترة الصيف حيث يتوافد على المنطقة العديد من الراغبين في قضاء عطلة متميزة للاستمتاع بمناظر خلابة، شجعهم على ذلك جمالية المكان والأثمنة المشجعة لكراء محلات السكن، وانتشار العديد من المقاهي والمطاعم الشعبية التي توفر وجبات الأكل اليومية لكل الراغبين في تذوق الطاجين المراكشي. وقبل الوصول إلى منطقة مولاي إبراهيم، التي تعرف بمنطقة «كيك» أنت مدعو إلى أن تعيش المتعة كاملة بين جبال الأطلس، وبعد الوصول إلى عمالة تحناوت، وعبورك وادي غيغاية تستقبلك منعرجات رائعة تمتد على مسافة 13 كلم، الطريق التي تعمل وزارة التجهيز على توسعتها لكي تحقق سفرا مريحا لكل الزائرين، جبال ووديان وأشجار تسر الناظرين. تستقبلك بعدها منطقة الرحى حيث يوجد الوادي الذي يقصده الوافدون للاستمتاع بركوب الخيل والإبل، والاستحمام بمياهه الصافية، وتناول وجبة الغذاء في مطاعم جميلة اصطفت بجانب الوادي على نحو رائع، وقد لا تخلو المناسبة من لحظات استمتاع ببعض الأغاني التي يحرص البعض على ترديدها على مسامعك بفنية كبيرة. دون أن نغفل حفاوة الاستقبال التي يخصك بها كل حين أبناء المنطقة الذين تعودوا بحكم أخلاقهم أن ينسجوا علاقات حميمية مع كل الزائرين، تشعر من خلالها بأنك فعلا لست غريبا عن المنطقة وهو ما يدفعك لتكرير الزيارة كل سنة. وأجمل ما يميز مولاي إبراهيم هو سمره الليلي الذي يتوزع بين الاستمتاع بأهازيج كناوة، في حين يفضل البعض الآخر دخول مقاه حرص أصحابها على تنظيم سهرات غنائية ليلية تستمر حتى منتصف الليل. ولكي تكتمل الزيارة، يتوجه البعض لزيارة ضريح الولي الصالح مولاي إبراهيم، الذي تروي الحكاية أنه جاء إلى المنطقة قادما من مدينة مراكش في عهد الملك السعدي مولاي زيدان. وقبل الوصول إلى الضريح، تمر عبر السويقة وبين المحلات التجارية، فتصادفك نساء يعرضن عليك بعض التمائم للتبرك بها. وطابور من المتسولين الذين يجلسون في باب الضريح رغبة منهم في صدقات الزائرين. الطقوس في ضريح مولاي إبراهيم، كثيرة ومتنوعة، أهما تلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية بواسطة طلبة مدرسة مولاي إبراهيم المجاورة للضريح ابتداء من صلاة العصر إلى صلاة المغرب. ويعتبر عيد المولد النبوي مناسبة دينية ينتظرها سكان المنطقة للاحتفال في طقوس خاصة، يتم خلالها ذبح ناقة في اليوم السابع للعيد، ويقصدها العديد من المواطنين الذين لا يخلفون مثل هذه المواعيد كل سنة. مولاي إبراهيم، طير لجبال، مكان جميل يستقر في قمة الجبل، ومنطقة سياحية تغري بالزيارة.
مولاي احمد بلبركة في وقت سابق كان الزوار يأتون إلى مولاي إبراهيم رفقة عائلاتهم، وكان الزوار يراعون خصوصية المنطقة وثقافتها الأمازيغية الإسلامية المحافظة، فكانت السياحة آنذاك تأخذ طابعا تضامنيا أخويا، كان أهالي المنطقة ينسجون علاقات مع الزوار، ويتبادلون الزيارات فيما بينهم، لكن هذه العلاقة سرعان ما بدأت بالتذبذب حينما بدأ الزوار يستشعرون تغير ملامح المنطقة ودخول أناس أجانب يقومون بأفعال مخلة بالآداب، تضر أخلاقيا بهؤلاء الزوار المحافظين، وقد عمد مجموعة منهم إلى الكف عن زيارة الولي الصالح وهو ما تسبب لهم في أضرار نفسية واقتصادية، حيث أصبح ينظر إلى تلك الفنادق على أنها بنيت خصيصا من أجل أن تكون أوكارا للدعارة والفساد. ونستنكر بشدة انتشار ظاهرة الدعارة التي أصبحت تؤرق راحتنا».
عبد الرحيم المودن «نريد أن تكون لمولاي إبراهيم سمعة وصورة مغايرة للسابق، وسنضاعف جهودنا من أجل إصلاح ما أفسدته الأيام الماضية، خاصة أن سماسرة الدعارة الذين لا هم لهم سوى جمع الأموال هم من ساهم في انتشار هذه الظاهرة التي أساءت إلينا بشكل كبير، ومن هذا المنبر نتمنى أن تتحرك السلطات الإقليمية لوقف هذا النزيف حتى ندفع بعجلة المنطقة إلى ما هو أفضل، وتجدر الإشارة إلى أن الناس كانوا يأتون إلى مولاي إبراهيم للتبرك رفقة عائلاتهم لكن هذه الصورة التي أصبح عليها مولاي إبراهيم الآن جعلت هذه العائلات تحجم عن هذه الزيارات».
محمد أولوز «أساء الفساد إلى منطقة مولاي إبراهيم وساكنتها، وهو الأمر الذي تطلب القيام بوقفات احتجاجية لمحاربة هذه الظاهرة، ونتمنى من السلطة المحلية أن تقوم بواجبها من خلال المراقبة المستمرة لأوكار الدعارة والقضاء بشكل نسبي على هذه الظاهرة، نحن نتمنى أن تتكاثف جهود السلطات المحلية والإقليمية والمجتمع المدني من أجل رد الاعتبار للمنطقة، وتشجيع السياحة التي تعتبر المورد الرئيسي لجميع العائلات، ولا نريد أن تقوم هذه المواخير بتشويه صورة مولاي إبراهيم». رشيد ايت تكديرت «الفساد يؤثر بشكل كبير على اقتصاد المنطقة، ويستفيد منه لوبي معروف بالدعارة، وبالنسبة للزوار فهم يأتون من أجل هذا النشاط، وهذا ما يؤثر على سمعة المنطقة بشكل عام، ويؤثر على التجارة واقتصاد المنطقة، ففي وقت سابق كانت الزاوية تستقطب المريدين من أجل العلم، وعليه أصبح الزوار يأتون للتبرك والتقرب من الله بضريح الولي الصالح مولاي إبراهيم، وهذه الشريحة أصبحت تغيب بشكل كبير عن المنطقة، وذلك بعد أن تفشت ظاهرة الفساد وانتشرت دور الدعارة».
إبراهيم جاوج «أول شيء يمكن الحديث عنه هو ظاهرة انتشار الفساد في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة حركت ساكنة المنطقة وفعاليات المجتمع المدني من خلال تنظيم وقفة احتجاجية وإرسال مجموعة من الرسائل إلى المعنيين بالأمر، ومحاولة إسماع صوت المواطن للسلطات المحلية والإقليمية بهدف اتخاذ تدابير صارمة للحد من نزيف هذه الآفة وآثارها الجانبية التي تمس بشكل مباشر كرامة المواطن بمولاي إبراهيم وتسيء للصورة الروحية والمحافظة التي ما فتئت تعرف بها المنطقة ووليها الصالح، الذي حل بالمنطقة من اجل إنشاء زاوية للعلم ونشر مبادئ الدين الإسلامي وتلقين المريدين القرآن والسنة.