اندلعت، زوال يوم الاثنين الماضي، مواجهات عنيفة بين مجموعة من سكان «حي أغروض»، المجاور للقصر الملكي في أكادير، والذي بدأ يعرف بروز بؤرة جديد للبناء العشوائي والبناء غير المرخَّص، حيث عمدت قوات الأمن إلى محاصرة المتظاهرين، الذي اعتادوا، على مدى الأيام القليلة الماضية، قطع الطريق الرئيسية الرابطة بين أكادير وإنزكان عند مدخل «حي بنسركاو» أمتارا قليلة عن البوابة الرئيسية للقصر الملكي، حيث تقوم جموع من الشباب والنساء بالحيلولة دون منع الشاحنات التي تحمل مواد البناء من طرف الشرطة التي نصبت عند كل المداخل المؤدية إلى «حي أغروض» حواجزَ للتفتيش ومنع مواد البناء من الدخول. وفي السياق ذاته، علمت «المساء» أن قوات الأمن كانت تتفادى مواجهة المحتجّين إلى أن تسرّبت بعض الأخبار عن اعتزام هؤلاء الاعتصام أمام البوابة الرئيسية للقصر الملكي، فيما هَدّد بعضُهم، حسب الروايات المتواترة بعين المكان، باقتحام القصر، وهو ما استنفر قوات الأمن، التي حالت دون تقدم المحتجّين، ليتحول الموقف إلى مواجهة بالحجارة بين الطرفين، أسفر عن إصابات بليغة في صفوف النساء وكذا بعض رجال الأمن، فيما تم اعتقال ستة أشخاص من بين المتظاهرين. وفي صلة بالموضوع، ذكرت مصادر من عين المكان أن لجنة عليا من الرباط قد حلّت بمنطقة «أغروض» وقامت بمعاينة أهم النقط التي تعرف بناء عشوائيا وزارت التجمعات السكنية المحاذية للقصر الملكي، فيما زارت العديد من اللجن المنطقة، بسبب ما باتت تعرفه من ارتفاع لوتيرة البناء العشوائي، كما عُقِدت العديد من الاجتماعات على مستوى الولاية مع المحتجين، انتهت إلى طلب السلطات الإقليمية مهلة من السكان إلى حين إيجاد حلول للقضية وتوفير وثائق التعمير. وفي الوقت الذي كانت قوات الأمن تطارد المحتجّين في أزقة «بنسركاو» كان موضوع البناء العشوائي مثار جدل بين الوالي ومجموعة من الأعضاء خلال الدورة العادية لجهة سوس -ماسة. وفي معرض جوابه عن إشكالية البناء العشوائي، أكد الوالي بوسعيد أن مشكل منطقة «أغروض» يرجع إلى أزيدَ من 30 سنة وتساءل من المسؤول عن هذا المشكل، ملمحا إلى الجهات التي تأخرت في إخراج مشروع برنامج إعادة التهيئة. ودعا، في سياق كلمته، إلى التعاون بين الأطراف المتدخلة، بعيدا عن المزايدات والعمل على تبسيط المساطر من أجل احتواء الوضع.