قام القنصل الإسباني بالناضور بزيارة لمدينة الحسيمة في الأيام القليلة الماضية، التقى فيها على مأدبة عشاء بمنتخبين وأعضاء من المجلس البلدي، بينما تضاربت المعطيات حول خلفيات الزيارة وأسبابها الحقيقية. وقد أكد مصدر مطلع أن من بين المهام التي جاء من أجلها القنصل مهمة تتعلق بترميم مقبرة النصارى بصباديا بمدينة الحسيمة، التي يرقد فيها أغلب الموتى المسيحيين ممن كانوا يقطنون المدينة إبان الفترة الإستعمارية وما بعدها، والتي بدأت أشغال الترميم فيها فعليا بعدما أوكلت هذه المهمة لإحدى مقاولات البناء. وقد أصبحت الحكومة الإسبانية حسب المصدر ذاته تخصص لهذه المقبرة ميزانيات مهمة للترميم والإصلاح مما جعلها تبدو رغم مرور السنوات على أفضل حال، بالمقارنة مع مقبرة المسلمين التي، يضيف، ا يفصل بينها وبين مقبرة النصارى إلا حائط إسمنتي لا يتجاوز سمكه سنتمترات معدودة، والتي توجد في حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها « كارثية»، مما جعل أهالي الموتى يعبرون عن استيائهم من هذه الوضعية، خصوصا بعدما انتشرت الأحراش والنباتات بشكل عشوائي تسبب في اختفاء معالم القبور والحدود بينها. وفي السياق ذاته، أصدرت الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب بيانا استنكاريا حول وضعية مقبرتي صباديا وسيدي الحاج يحيى بمدينة الحسيمة، بعدما وقفت على حجم الإهمال الذي طالهما، مسجلة تحول هذه الأماكن التي تحتاج إلى عناية وإهتمام فائقين، إلى مرتع للمتشردين والمتسكعين والكلاب الضالة، بل حتى إن «البعض لا يستحيي من تدنيس حرمة المقابر بقضاء حاجاتهم الطبيعية بها»، يقول بيان الهيئة الذي تساءل كذلك عن الميزانيات المخصصة لهذه الغاية من طرف المجلس البلدي، وعن خلفيات إحجامه عن صرف مبلغ 10 ملايين سنتيم، التي أفاد مصدر مسؤول من البلدية أنها خصصت للإعتناء بالمقبرتين من ميزانية المجلس لسنة 2011، ويضيف البيان في صيغة سؤال استنكاري «ألا يخجل بعض المسؤولين وهم يلاحظون الفرق الشاسع ما بين مقبرة المسلمين بصباديا و مقبرة النصارى المحادية لها، والتي لا يفصل بينهما إلا حائط إسمنتي لا يتجاوز سمكه 30 سنتيمترا».