قرر ستة مسؤولين من وكالة المغرب العربي للأنباء تقديم استقالتهم من جميع المهام الموكولة إليهم عقب إصدار إدارة الوكالة بيانا تعتبر فيه إضراب صحافيي «لاماب» عن العمل ليوم واحد تصرفا «بربريا»، حيث اعتبر هؤلاء المسؤولون رد الإدارة إهانة لجميع الصحافيين. وجاء قرار الاستقالة، التي تعتبر الأولى من نوعها في الوكالة الرسمية، بعد الإضراب الذي كان قد خاضه صحافيوها احتجاجا على فرض نظام توقيت جديد، مما دفع بإدارة الوكالة إلى تعليق قرارها في انتظار التحاور مع ممثلي الصحفيين. وقد عرفت قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء توقفا شبه تام بعدما خاض صحافيوها إضرابا عن العمل لمدة 24 ساعة خلال يوم أمس الاثنين، وذلك احتجاجا على فرض توقيت جديد داخل الوكالة الرسمية والذي كان بمثابة «النقطة التي أفاضت الكأس»، كما أكد صحافيو «لاماب» ل«المساء». وعلاوة على هذا الإضراب، الذي اعتبره الصحافيون خطوة نضالية أولى، فإنهم سيخوضون، خلال الأسبوع الموالي المصادف ل26 و27 شتنبر الجاري، إضرابا آخر في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، على أن يتم بعد ذلك عقد جمع عام لتقرير خطوات تصعيديه، بما فيها الإضراب اللامحدود، إذا لم تستجب الإدارة للدعوة إلى الدخول في «حوار جدي وإصلاح حقيقي، يحافظ على المكتسبات، وخاصة التراجع على نظام التوقيت الجديد»، حسب بلاغ للصحافيين توصلت «المساء» بنسخة منه. وحسب حجاجي عبد القادر، عضو المكتب النقابي، فإن نسبة نجاح الإضراب العام ليوم أمس بلغت 98 في المائة. وكان صحافيو وكالة المغرب العربي للأنباء قد أعلنوا، في بيان لهم، عن رفضهم لمشروع التوقيت الجديد الذي برمجت الإدارة تطبيقه انطلاقا من يوم أمس، «لكونه يتضمن إجراءات غير مسبوقة، حصل فيها تراجع يناقض الوضع القانوني للمؤسسة ويضرب في الصميم مكاسب تكرست على مدى سنوات ونصت عليها مذكرات إدارية رسمية»، وهو ما اعتبره الصحافيون «قرارات فردية تمس الاستقرار الأسري لصحافي الوكالة». وصرح عبد الحميد كردة، ممثل الصحافيين في الوكالة وعضو المكتب النقابي، ل»المساء» بأن «الحركة الاحتجاجية التي يخوضها صحافيو الوكالة جاءت بعد عدة مطالب لهم بإصلاح شامل وليس بسبب مشكل التوقيت وحده»، مشيرا إلى أنه سبق أن قُدمت إليهم وعود بمباشرة مجموعة من الإصلاحات، لكنهم فوجئوا «باستمرار نفس طريقة التسيير في وقت يجب فيه على الوكالة أن تساير التقدم الذي يعرفه العصر». ويطالب صحافيو الوكالة الرسمية أيضا بإخضاع التعيينات في المسؤوليات، على المستوى الداخلي والخارجي، «لمسطرة شفافة وديمقراطية ومتفق عليها»، مع الشروع في تطبيق مخطط إصلاحي عميق وشامل يقطع مع أسلوب «تدبير عاقر يقوم على الاستفراد باتخاذ القرار والارتجال»، وهو ما اعتبره البيان أمرا يكرس «فشلا ذريعا في استنهاض الطاقات وتحفيزها على العطاء والإبداع في أفق تكريس خدمة إعلامية عمومية جادة وفعالة». واعتبر صحافيو الوكالة أن «ولوج الإصلاح من بوابته الفسيحة يكمن في السعي إلى تنقية أجواء الاحتقان السائدة داخل مصالح التحرير ونسج علاقات مهنية مواتية أساسها التشارك والممارسة الديمقراطية المحتكمة إلى ضوابط ميثاق تحرير ونمط تدبير واضحة، شفافة ومتوافق بشأنها». ومن جانبها، قررت إدارة وكالة المغرب العربي للأنباء إلغاء التوقيت الجديد الذي أجج الوضع داخل الوكالة، مع الدعوة إلى عقد لقاء مع ممثلي الصحافيين، اليوم الثلاثاء بمقر الوكالة، من أجل تدارس الوضع داخلها. لكنها اعتبرت، في رد رسمي لها، أنها لم تخبر رسميا بقرار إضراب الصحافيين، واصفة إياه ب«البربري». وأضافت أن خوض إضراب دون تقديم الحد الأدنى من الخدمات يعتبر تصرفا «غير مسؤول». يشار إلى أن الملك محمد السادس عين خليل الهاشمي الإدريسي مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء خلفا للمدير السابق علي بوزردة، نهاية شهر يونيو المنصرم، ولحق منذ ذلك الحين بمنصبه قادما إليه من عالم الصحافة المكتوبة.