انطلق النشاط الثقافي للمؤسسات الثقافية المغربية في شهر رمضان متأخرا، وهيمن على أغلبية البرامج طابع الارتجال والرضوخ للمناسبة، فيما غاب التركيز على برنامج رمضاني نوعي يستلهم الإمكانية التي يتيحها رمضان الكريم باعتباره فرصة للنقاش الثقافي والفكري الرصين. والنتيجة أننا مازلنا في هذا البلد بعيدين عن شيء اسمه البرمجة الثقافية، حتى إشعار آخر. قال حسن النفالي، الرئيس المنتدب للائتلاف المغربي للثقافة والفنون، إن العديد من المؤسسات الثقافية في البلاد قد تأخرت في الإعلان عن برنامجها الثقافي لشهر رمضان. واعتبر أن السبب يعود، في شق منه التجربة المغربية الوليدة في المجال، وإلى أن الاحتفالية الثقافية في رمضان لم تأخذ بعد تلك الصفة من الاستمرارية ولم تراكم التقاليد الكافية التي تتيح لها أن تكون موعدا سنويا بنكهته الخاصة، مستجيبا لخصوصيات شهر رمضان ولعادات الحراك الثقافي في هذا الشهر الكريم. وعن برنامج الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، قال النفالي إن المدة الزمنية الفاصلة ما بين المؤتمر ورمضان لم تكن تسمح بتهييء برنامج يغطي شهر رمضان بكامله، و أضاف أن هذا الأمر يتطلب برمجة مكثفة وتحضيرا قبليا على مستوى من الجودة ومن الانسجام والابتكار. وكان الائتلاف المغربي للثقافة والفنون قد نظم، في رمضان الفائت، برنامجا تجريبيا لمدة 5 أيام أسفر عن نتائج طيبة وعن استشعار حاجة الجمهور المغربي إلى طقوس احتفالية ثقافية، وبناء على النتائج المستخلصة من السنة الماضية، تحولت الاحتفالية في رمضان الحالي إلى برنامج متكامل من 10 أيام، على أساس أن يفرد الائتلاف في رمضان القادم برنامجا متكاملا يغطي الشهر بكامله. واعتبر النفالي أن الكثير من المدن المغربية ومن المؤسسات الثقافية تبرمج في رمضان مواعيد ثقافية وفنية، لكن لا أحد يعلم بها وتتم في إطار ضيق، بسبب عدم الخبرة في التواصل مع الجمهور ومع الإعلام. وقال إنه من الحيف تماما ألا يتم الإعلان الجيد عن البرنامج الجيد، وطالب بضرورة التواصل الشفاف والقبلي مع وسائل الإعلام وابتكار طرق أخرى للتواصل مع الجمهور في المدينة الواحدة. وفي سؤال ل»المساء» عن اقتصار البرنامج الرمضاني على السهرات الموسيقية والتراثية، أكد النفالي أن برنامج الائتلاف خلال هذا العام حاول أن يجمع بين الكثير من الأشكال ،انطلاقا من السهرة الفنية إلى الأمسية الشعرية والقصصية إلى الندوة الفكرية، إلى المعرض التشكيلي، وذلك استجابة للمكونات الثقافية والجمعوية المنخرطة في الائتلاف والتي تضم كافة التيارات الثقافية والفكرية والفنية واللغوية في المغرب، وبالتالي كان المبدأ أن يكون الجميع ممثلا في أنشطة رمضان هذا العام. وتمتد النسخة الثانية من رمضانيات البيضاء الثقافية من 16 إلى 25 رمضان الموافق للفترة من17 إلى 26 شتنبر الجاري، ويفتتح الأربعاء بتدشين معرض الصور الفوتوغرافية، تليه أمسية فنية يحييها الحاج يونس ورباعي الدارالبيضاء للموسيقى بمشاركة مصطفى باقبو وسعيد موسكير وسعيد باي. وتليها في أمسية الخميس، أمسية للشعر الأمازيغي بمشاركة الشعراء:محمد مستاوي-فاطمة تابعمرانت-أحمد عاصيد-فاضمة الورياشي-سعيد موساوي-محمد رويشة-عمر الطاوس، وتنشيط: لطيفة أحرار.وتخصص ليلة الجمعة 19 شتنبر للسينما حيث سيعرض شريط سينمائي قصير: «الصرخة الأخيرة» لحميد باسكيط، وشريط سينمائي طويل «قلوب محترقة» لمحمد المعنوني. ويلتقي جمهور السبت مع سمر ملحوني، أشعار: محمد النميلة حسن سهوم عبدالله الحسوني وإنشاد: نعيمة الطاهري محمد الوارثي بمصاحبة جوق جمعية الأصالة لفن الملحون بمكناس برئاسة الفنان رشيد الحكيم وإعداد وتنسيق: عبد المجيد فنيش. وتخصص ليلة الأحد للقصة، ويشارك فيها إدريس الخوري-خناثة بنونة-محمد صوف-سعيد منتسب-وفاء مليح، ويقرأ النصوص الفنانون: عبداللطيف هلال-نعيمة لمشرقي-مصطفى سلمات-هشام بهلول- هدى الريحاني، بمصاحبة رباعي الدارالبيضاء الموسيقي، فيما يقوم بالتنشيط:عبدالنبي دشين. ليلة الشعر موعدها الإثنين، ويلتقي الجمهور مع الشاعر محمد الأشعري، ويقدمه حسن نجمي. ويوم الثلاثاء، تنظم سهرة موسيقية متنوعة بمشاركة نادية أيوب وفؤاد الزبادي وسامية عبد الحميد أحمد طالبة، والعزف للجوق الذهبي برئاسة أحمد طالبة. كما تنظم ندوة «تحولات المشهد السمعي البصري في المغرب بمشاركة» نبيل بنعبد الله-شكيب بنعمر-عبد الرحمان خياط-محمد قاوتي-عبداللطيف بنصفية. وتعرض الخميس 25 شتنبر مسرحية «كيف طوير طار» لمسرح تانسيفت بمراكش، وتختتم الأمسيات الرمضانية بسهرة فنية بمشاركة: حياة الإدريسي نادية الصافي نزهة الشعباوي نعمان لحلو بمصاحبة جوق الفنان سعيد العلوي، ويقام طيلة الأيام معرض للصور الفوتوغرافية للفنان نور الدين الغماري. من جهة أخرى، ينظم المسرح الوطني محمد الخامس، بمناسبة شهر رمضان «ليلة أندلسية», وذلك يوم13 شتنبر الجاري ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا بمشاركة المنشدين الحاج أحمد بيرو ومحمد باجدوب وعبد السلام السفياني وبهاء الروندة وعبد الرحيم الصويري وجوق شباب الأندلس برئاسة أمين الدبي. زيادة على برنامج متنوع، يقدم أهم عروض الموسم المسرحي وبالأخص المسرحيات المتوجة في مهرجان مكناس الوطني للمسرح. المعاهد الثقافية الأجنبية في المغرب لم تكن بخيلة، وانخرطت مبكرا في البرنامج الرمضاني عن طريق الإعلان عن رزمة الأنشطة التي ستقدمها، والتي تتفوق حتى على المؤسسات الثقافية المغربية ومن بين هذه المراكز: المركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي الإسباني والمركز الثقافي الإيطالي، في الوقت الذي ماتزال فيه الكثير من المؤسسات الثقافية المغربية تغط في نوم الصيف العميق.