أطلق حسن اليعقوبي، زوج إحدى الأميرات، رصاصة على طارق محب، شرطي مرور، بحي عين الذئاب بالدارالبيضاء قبيل آذان صلاة المغرب لأول أمس بعد مشادات كلامية بين الطرفين إثر توقيف الشرطي لسيارة اليعقوبي في إطار مهامه المرتبطة بمراقبة السير الطرقي بكورنيش العاصمة الاقتصادية. وحسب زملاء الشرطي، الذي يبلغ سنه 30 سنة ويشغل رتبة حارس أمن، فإن المعتدي قبل أن يستخدم سلاحه الناري قال له: «أنت عندي فحال شي دبانة». وقد أصابت الرصاصة الشرطي في فخذه الأيمن مخلفة إصابات بليغة بفعل تشتتها داخل المحيط الذي اخترقته، وقد نقل على إثرها إلى المصحة الخاصة «فال أنفا» القريبة من موقع الحادثة لتلقي العلاج. وبعد منتصف الليل بحوالي نصف ساعة قام الشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، مرفوقا بوالي أمن الدارالبيضاء وعدد من المسؤولين الأمنيين بزيارة الشرطي المصاب في المستشفى. وحسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء فقد أفادت مصادر مقربة من ولاية أمن الدارالبيضاء أن حسن اليعقوبي كان في حالة هيجان عندما استخدم سلاحه الناري، لكن إصابة الشرطي حسب الوكالة الرسمية كانت «في ساقه بجروح خفيفة». وقبل أن تتم النيابة العامة تحقيقها، كشف المصدر الأمني أن اليعقوبي يعاني منذ عدة سنوات من داء «كورساكوف» الذي يؤدي إلى تدهور خطير في القوى العقلية، وقد سبق له أن تابع علاجا نفسيا لمدة خمس سنوات بمؤسسات متخصصة في المغرب وإيطاليا.. وكشف أن السلطات الأمنية صادرت على التو سلاح اليعقوبي، الذي كان مرخصا له بحمله منذ سنة 1995، حسب نفس المصدر الأمني، كما صودرت رخصة حمله للسلاح.. ولم يتسن ل«المساء» التأكد من خبر إيداع المعني بمستشفى الرازي المختص في الطب النفسي بسلا، كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصادر الأمنية. وكان اليعقوبي، الذي كان يدير أعماله خاصة في المجال الفلاحي، على متن سيارة رباعية الدفع من نوع «أودي» لونها أسود، حين تجاوز علامة الوقوف الضوئية الواقعة قرب المركب السينمائي» ميغاراما» قبل أن يوقفه الشرطي الذي أجريت له عملية جراحية بالمصحة التي نقل إليها فور إصابته بالعيار الناري.. وكشف مصدر مقرب من ولاية الأمن بالدارالبيضاء أن التقرير الذي رفعته هذه الأخيرة إلى الإدارة العامة للأمن الوطني، تضمن الإشارة إلى أن المشادات الكلامية التي راجت بين اليعقوبي والشرطي قد تضمنت السب والشتم، وأن الأول بعد إطلاقه الرصاصة عاد إلى سيارته وظل بها إلى أن حضر مسؤولون أمنيون لم يعرهم أدنى اهتمام. وكشفت مصدرنا أن رجال الأمن بعد تأكدهم من هويته قاموا بنقله على متن سيارة خاصة إلى الرباط. وقد أشار التقرير المذكور إلى أن الشرطي رغم توفره على مسدس فإنه لم يبادر إلى إطلاق النار، موضحا أنه أصيب بغيبوبة قصيرة سقط على إثرها أرضا. وأوضح التقرير أن اليعقوبي واصل اعتداءه على الشرطي حتى بعد سقوطه أرضا، حيث « قام بركله».