يتابع الرأي العام باهتمام كبير «حدث رمضان» لهذه السنة وكيف ستتعامل السلطات في الرباط مع ملف اعتداء حسن اليعقوبي، زوج إحدى عمات الملك محمد السادس، على الشرطي الشاب طارق محب الذي تعرض لإطلاق نار من مسدس اليعقوبي مساء الثلاثاء الماضي، عندما كان الشرطي يقوم بعمله في كورنيش البيضاء، قبل أن يدخل في نزاع مع اليعقوبي الذي رفض الإدلاء بأوراق السيارة بعدما خرق قانون السير. «الكتابة الخاصة للملك مقلوبة... وجلالته طلب ملفا مفصلا عن الحادث وعن الحالة النفسية لصهره والحالية الصحية للشرطي» يقول مصدر مطلع ل«المساء» والذي لم يستبعد أن يأخذ الملف مجراه الطبيعي دون تدخل من فوق. هذا فيما يقول مصدر ثان: «إن السلطات تحاول تبريد الملف الذي أصبح مثيرا نظرا لوجود اسم قريب من العائلة الملكية ووجود إطلاق نار، وإن الترتيبات جارية لتعويض الشرطي ماديا والوصول معه إلى حل للتنازل عن حقه. والباقي تتكفل به الشهادات الطبية لليعقوبي البالغ من العمر حوالي 78 سنة». من جهة أخرى، إلى حدود ظهر أمس لم يغادر الشرطي طارق محب مصحة «فال آنفا»، و«مازال يتلقى العناية اللازمة»، حسب ما أفادت به إحدى ممرضات المصحة، وقد علمت «المساء» أن الأطباء بعد أن انتزعوا الجزء الأكبر من «الرصاصة المنقسمة» التي اخترقت الفخذ الأيمن للشرطي، طلبوا من طارق محب أن «لا يقوم بالعملية الجراحية لانتزاع الشظايا الست الصغيرة المتبقية في فخذه»، وفسروا ذلك بكون «الشظايا صغيرة جدا وليس من الجيد إجراء عملية جراحية لانتزاعها الآن»، وبالتالي سيعمل الشرطي، حسب الأوامر الطبية، على تجريب المشي بالشظايا الست الصغيرة التي خلفتها رصاصة «زوج الأميرة»، وفي حالة حدوث مشاكل في الأشهر المقبلة سوف تجرى له العملية. من جهته، قال والي الأمن بولاية الدارالبيضاء مصطفى الموزوني إنه «ليس هناك أي جديد يمكن أن أدلي به. المتهم الآن هو في مصحة الأمراض العقلية»، واستطرد الموزوني أن «عرض المتهم على النيابة لن يتم إلا عندما يؤكد الأطباء أن حالته العقلية تسمح بذلك». في نفس الصدد، قال أطباء نفسانيون مغاربة، رفضوا الكشف عن أسمائهم، إن «مرض كورساكوف هو مرض ليس بالخطورة التي صورته بها بعض وسائل الإعلام، وأنه يصيب بشكل كبير المدمنين على الخمر وخصوصا الخمور القوية»، وذكر بروفيسور أن «المرض يصيب بعض الخلايا الدماغية أسفل الرأس ويتسبب في نسيان الذكريات القريبة»، أي أن المريض «يمكن أن يتذكر معلمه في الابتدائي وقد ينسى نوع فطوره هذا الصباح»، وحول ما كتبته وكالة المغرب العربي للأنباء عن كون المرض يؤدي إلى «هيجان» قال البروفيسور المغربي: «هذا الأمر غير صحيح بالبت والمطلق»، هذا الكلام أكدته العديد من المواقع المتخصصة في علم النفس على الإنترنت، وقد حاولت «المساء» طيلة صبيحة يوم أمس الاتصال بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بسلا، لمعرفة إن كان حسن اليعقوبي يوجد بالمستشفى، وكان الجواب دائما «المدير مشغول ولن يستطيع الإجابة». وما زال رجلا شرطة بزي رسمي وثالث بزي مدني يحرسون الباب المؤدي إلى غرفة المصحة التي يوجد بها الشرطي طارق محب، ولا يسمحون لأي من الصحفيين الذين يحضرون إلى المصحة بالتحدث إليه ما عدا بعض أفراد عائلته الذين يبدو أنهم قد تلقوا أوامر صارمة بعدم التحدث إلى الصحافة، وقد سبق لإحدى قريبات الشرطي أن صرحت ظهر أول أمس الأربعاء أمام باب المصحة قائلة: «إننا لا نعرف شيئا ولا نعرف من ضربه» ثم أجهشت بالبكاء، وعندما علمت أنهم قالوا إن الجاني «مريض نفسي» لم تتردد في التعليق: «كاين شي مسطي عندو فردي».