قرر مهاجرون مغاربة يقيمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية مقاطعة شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، المعروفة اختصارا ب«لارام»، بسبب ما أسموه تردي الخدمات التي تقدمها لزبنائها، بالمقارنة مع ارتفاع أسعار تذاكرها. وقال محمد لبيض، واحد من المهاجرين المغاربة في أمريكا، ل«لمساء» إنه قرر مقاطعة الشركة بصفة نهائية، بعدما تعرّضت ابنته، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعاني مرضا في القلب، للتعنيف من قِبَل مضيفتين على متن الطائرة خلال الرحلة رقم «AT 201»، القادمة من مدينة نيويورك والمتوجهة إلى مدينة الدار البيضاء. واحتج عدد من ركاب هذه الرحلة، التي اعتبرها البعض من أسوأ الرحلات التي صادفتهم خلال سفرياتهم المتعددة، بسبب تأخر إقلاع الطائرة لِما يقارب ثلاث ساعات، دون إعلامهم عن سبب التأخر، الراجع إلى سوء الأحوال الجوية، إلا في الدقائق الأخيرة، وهو ما اعتبروه غيابا تاما للتواصل بين الركاب وطاقم الطائرة، حسب شهادات خطية تملك «المساء» نسخا منها. كما احتجوا على سوء الخدمات، «حيث لم تقدم المياه للركاب الذين يرافق عدد كثير منهم أبناءهم، رغم مكوثهم ساعات داخل الطائرة» تقول «ن. ل.»، وهي واحدة من ركاب الرحلة «AT 201»، التي ربطت بين أمريكا والمغرب يوم 25 يونيو الماضي. ويقول محمد لبيض، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ 12 عاما، إن ابنته حسناء لبيض اضطرت، عند صعود الطائرة، إلى استعمال الحمام، وحينها تعرضت لتعنيف جسدي ونفسي على مرأى ومسمع الركاب، من طرف مضيفتين قامتا بدفعها بعنف وأهاناها، فقط لأنها استخدمت الحمام المخصص لزبناء الدرجة الأولى، علما أنها قاصر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تستطيع التمييز بين الأماكن العامة والخاصة. وتابع لبيض قائلا ل«المساء» إن ابنته، التي لا يتجاوز عمرها 12 سنة، سبق أن أجريت لها عمليات جراحية عدة، بما فيها عملية على القلب، «فكيف يعقل أن ترمي بها المضيفتان أرضا وهي طفلة صغيرة فقط لأنها استخدمت حمام الدرجة الأولى؟» يتساءل لبيض. وقد تقدم هذا الأخير بشكاية ضد المضيفتين لدى وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في الدارالبيضاء، بعدما لم يُجْدِ نفعا تردده على إدارة الشركة الجوية المغربية، قصد تقديم شكايته، «حيث تم منعي من الدخول وتصرفوا معي بطريقة فظة»، يقول لبيض. وقد توجه أيضا بشكاية مماثلة إلى كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، المشرفة على عملية «مرحبا» لاستقبال الجالية المغربية الوافدة على المغرب، وإلى محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج. وكشف لبيض أنه بصدد إنشاء موقع إلكتروني، مخصص ل«فضح» ضعف وتردي خدمات «لارام»، وهي خطوة شبيهة بأخرى قام بها عدد من المهاجرين المغاربة، الذين أسسوا صفحات على الموقع الاجتماعي الشهير «فايس بوك» تدعو إلى مقاطعة شركة الخطوط الجوية المغربية.