اضطر ربان طائرة ركاب مغربية على متنها 162 شخصا، ضمنهم 156 مسافرا وستة من أفراد الطاقم، إلى الهبوط اضطراريا في مطار سخيبول الدولي بأمستردام دقائق بعد إقلاعها من المطار، إثر اصطدامها بسرب طيور. وذكر متحدث باسم الخطوط الملكية المغربية أن الطائرة هبطت اضطراريا في مطار سخيبول ليلة الأحد الاثنين بعد إصابة أحد محركاتها بأضرار بسبب اصطدامها بسرب طيور. وعادت الطائرة لتحط بمدرج المطار الهولندي، ست دقائق بعد إقلاعها، أما وجهتها فكانت مطار العروي بمدينة الناظور. وحسب مصادرنا، فقد قضى الركاب ليلة أول أمس في فنادق، فيما تكلفت شركة الخطوط المغربية أمس الاثنين بإرسال طائرة أخرى لنقل الركاب العالقين في المطار الهولندي. ويأتي هذا الحادث أسابيع بعد تعطل محرك طائرة أخرى، تابعة لشركة الخطوط المغربية في الجو، وهي الطائرة التي كانت تؤمن الرحلة 533 على الخط الرابط بين الدارالبيضاء وأبيدجان يوم 28 أبريل الماضي، بعد اصطدام طائر بجزء من جهاز استشعار السرعة بالطائرة عندما كانت تحلق فوق سماء مدينة آسفي. وحسب رجاء بنساعود، رئيسة قسم الاتصال بشركة «لارام»، فإن الطائرة التي كانت قادمة من هولندا باتجاه الناظور كانت تؤمن رحلة عادية ولم يكن تشكو من أي عطب فني أو ضعف في الصيانة، مؤكدة أن الطائرة اصطدمت بسرب طيور، مما نجم عنه تضرر أحد محركاتها بسبب هذا الاصطدام. وأضافت بنساعود أن ربان الطائرة اضطر إلى إيقاف المحرك بعدما تصاعد دخان منه عقب التصادم، وعاد ليهبط في مدرج مطار سيخول الهولندي بسلام. وردا على سؤال ل«أخبار اليوم» حول تكرار حوادث تعطل طائرات الخطوط الملكية المغربية في الجو، نفت بنساعود، بشكل قاطع، وجود أي خلل في عملية صيانة طائرات الشركة، مشددة على أن السلامة تعد أولوية بالنسبة إلى الشركة التي أحدثت قبل 50 سنة، وأن حوادث تعطل بعض الطائرات في الجو ليس سببه خلل فني أو تقني يرتبط بالصيانة، بل بعوامل خارجية كالاصطدام بأسراب الطيور، وهي ظاهرة تتكرر بالنسبة إلى الطائرات التابعة للشركات العالمية، على حد قول المكلفة بالاتصال ب«لارام». وتتهم التقارير التقنية الأولية، التي أنجزتها الشركة، سرب الطيور بالاصطدام بعدة أجزاء من الطائرة، وهي من طراز بوينغ 737-400، بما في ذلك جناح واحد من المحركين الاثنين، مما تسبب في خروج الدخان بسبب احتراق الطيور وتفحمها داخل المحرك. وخلال الأسبوع الماضي، لم تتمكن طائرتان تابعتان للخطوط الملكية المغربية من إكمال رحلتيهما من مطاري محمد الخامس وورزازات بفعل ارتفاع درجة الحرارة التي أدت إلى تأخر وصول الطائرة، التي كانت تؤمن الرحلة رقم at483 الرابطة بين مطاري محمد الخامس والعيون، عن الموعد المقرر لإقلاعها بساعتين وخمس وأربعين دقيقة. وبارتفاع درجة الحرارة، قررت المصالح التقنية لشركة «لارام» برمجة عمليات هبوط اضطرارية قصيرة قبل استئناف الرحلات، إذا ما تبث للتقنيين أن حرارة الصيف يمكن لها أن تؤثر على حمولة الطائرة. ووصف نجيب الإبراهيمي، رئيس الجمعية المغربية للربابنة، مستوى صيانة طائرات «لارام» بالجيد في الفترة الراهنة، وقال الإبراهيمي، في اتصال هاتفي صباح أمس الاثنين مع «أخبار اليوم»: «إن مستوى الصيانة لدى طائرات الخطوط الملكية المغربية جيد الآن. في السابق كانت الصيانة ممتازة، أما الآن فهي جيدة، وإن كانت فوق المعمول به بالنسبة إلى المعايير الدولية»، معربا عن اعتقاده بأن سياسة التواصل والشفافية التي تنهجها الشركة مع الزبناء وعموم الرأي العام، من خلال إصدارها لبلاغات عن أي حادث صغير أو تأخير في الرحلات، يعطي الانطباع بوجود مشاكل فنية، في حين أن الأمور عادية، والحوادث المسجلة بالنسبة إلى طائرات «لارام» تتشابه مع تلك التي تسجل لدى باقي الشركات العالمية. وكانت طائرة تقل وفدا من حزب الأصالة والمعاصرة، يقوده الأمين العام للحزب الدكتور محمد الشيخ بيد الله، قد أقلعت من مطار محمد الخامس الدولي باتجاه أبيدجان، قد تعرضت لعطب فني يوم 28 أبريل الماضي، بعد أن اصطدم أحد الطيور بمحركها، مما أجبر ربانها على العودة إلى مطار محمد الخامس، في حادث فسرته الشركة باصطدام طائر بجزء من جهاز استشعار السرعة أثناء إقلاع الطائرة. وتشدد الشركة على أن حوادث اصطدام الطيور بهياكل الطائرات التي تتوفر على جهازي استشعار للسرعة ليس لها أي تأثير على سلامة الرحلة، ولا توقف محركات الطائرات بشكل كلي.