سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيزازي: أنا مدمن على «البارصا» وميسي «يطربني» كما يقول المعلق ب«المليمتر يا حبيبي » قال إنه مستعد لزيارة المتحف اليهودي لشمعون ليفي ووجه سؤالا للزمزمي: ماذا لو «توحمت» المرأة على رجل وسيم؟
محمد بن محمد الفيزازي، الخارج من ثمان سنوات سجنا، من أصل 30 سنة حوكم بها. قيل إنه زعيم «السلفية الجهادية» ويقول إنها ابنة زنا ! يتحدث من على كرسي اعتراف «المساء» عن «طيش الشباب» وكيف أحب وتزوج، وكيف كان يرسم اللوحات ويبيعها، ويوم غنى لعبد الحليم حافظ عام 1969 فأعجب به الملحن عبد النبي الجيراري، ثم يوم رأى والده يبكي على شريط للشيخ كشك، فكان ذلك سببا لتحوله العميق نحو «التوبة» ثم الانقطاع للعبادة وللعلم. على كرسي الاعتراف يُقِر الشيخ الفزازي، دونما مركب نقص، بأنه كان مخطئا يوم وصف علماء السعودية بعلماء الفاتيكان، وبأنه وصف الحركات الإسلامية بما لا يليق.. كما يعترف بأنه أساء أدبه مع الشيخ القرضاوي ومع آخرين... وصف الشيخ المغراوي ب«عالم السلطان». ووصف اليسار بالكفر... ليرجع عن كل ذلك يوم كان في السجن وقبل الإفراج عنه بسنين... - ما رأيك في الفتاوى الجنسية المتكررة للشيخ الزمزمي؟ الشيخ عبد الباري الزمزمي فقيه، والمشكل ليس في ما يفتي فيه في حد ذاته من الناحية الفقهية، القابلة أساسا للرفض والقبول، لأن المسائل الفقهية غالبا ما تجد حولها من الفقهاء المختلفين العدد الكثير. المشكلة في طبيعة هذه الفتاوى، التي تُقرأ قراءة سياسية سيئة. ويخندقها أعداء المد الإسلامي في خندق الاستهزاء بالدين والاستخفاف بالعلماء وإظهارهم للشعب على أنهم مهووسون بالجنس ولا يفكرون إلا في ما تحت الحزام... فبإلقاء نظرة واحدة في جرائد الاستئصال والمتربصين تعاين كيف تتم معالجة هذه الفتاوى ويتم الاستهزاء من أصحابها، وكيف يتم الطعن في الدين نفسه. - أنت لا ترى مانعا، إذن، من إطلاق هذه الفتاوى؟ أود، صادقا، من الشيخ عبد الباري الزمزمي أن يربأ بنفسه عن مثل هذه الفتاوى أو الأجوبة، وإن كان ضروريا، فلا فائدة في جعلها عامة ومعمَّمة على وسائل الإعلام، ليلتقطها، بعد ذلك، المُغرّضون الذين لا يهمُّهم شرع ولا طلبُ علمٍ ولا هم يحزنون، بل كل ما يهمُّهم هو تقبيح أمر الفقيه في أعين الناس. وأقول له، أيضا، إن نوع الأسئلة التي تُطرَح عليك جلها مقصود وإن إجاباتك عليها بما تجيب شيء مقزز ومستهجَن. ما معنى مجامعة الميتة؟ من قد تكون لديه مثل هذه الرغبة إلا أحمق أو معتوه؟! وما معنى إحضار الخمر إلى المرأة «المتوحمة»؟! وكيف إذا «توحمت» على شخص وسيم؟ هذا كثير وغير مقبول. - ما رأيك في حوار الأديان؟ من حق المسلم، بل من واجبه، إذا أمكن مع التمكن، أن يحاور كل من هو قابل للحوار، كائنا من كان، فقد حاور الله، تعالى، الشيطان، وهو يعلم، سبحانه، حاله ومآله. فما معنى الدعوة إلى الله، إذن؟ خذ مثلا قوله تعالى: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ».. أليس هذا حوارا؟ - أنا أقصد حوار الأديان لغرض السلام ونبذ الكراهية، دون أن يتخلى أحد عن معتقده؟ لقد سبق لي أن حاورتُ رئيس كنيسة في طنجة في مناظرة داخل الكنيسة في مكتبه لمدة ساعتين، وانتهى الحوار وبقي كل منا على معتقَده. - هل جاءت الدعوة إلى هذا الحوار منه؟ نعم. - متى حدث ذلك؟ وحول أي شيء تحاورتما؟ حدث ذلك في أواخر الثمانينيات، في ما أذكر، وقد تحدثنا عن الإسلاميين في الجزائر، حيث كانوا يومها يشكّلون حديث الساعة بمشاركتهم في العمل السياسي واكتساحهم الساحة الجزائرية وعن قضايا أخرى، في العقيدة والقيّم والإيمان وما إلى ذلك. - يقال إنك لا تقبل الحوار مع مخالفيك وإنك إذا حاورتهم ولم يتفقوا معك كفرتهم.. ما ردك؟ هذه لغة الاستئصاليين، آذوني بها أكبر الأذى، اليوم في المغرب الجديد سُقط في أيديهم ولم تعد هذه التُّهَم الساقطة تستهوي إلا أصحابها. لقد ذهبت مرتين إلى الدوحة، العاصمة القطرية، فقط لأحاور؟ ومنذ خروجي من السجن وأنا أتحاور مع الاستئصاليين في بلادنا، وهم أشد علي ألد الأعداء. - أين تتجلى هذه الشدة؟ لقد أدخلني الاستئصاليون السجن، وإبراهام السرفاتي وزوجته دافعا عني بالاسم ونجح دفاعهما مع المدافعين في إخراجي. أرأيت الفرق؟! - من هم الاستئصاليون الأشد عليك من ألد الأعداء؟ هم كثر، لا كثّرهم الله، وإن شئت أسماءهم فأذكر لك المدعو سعيد لكحل والمختار لغزيوي... - هل تفرّق بين اليهودية والصهيونية؟ اليهودية دين عند اليهود، والصهيونية مذهب سياسي عنصري استئصالي باسم التلمود، وتمسُّحُهم باليهودية هو فقط من باب ذر الرماد في العيون. - هل تقبل وضع يدك في يد المناضل اليهودي سيون أسيدون لخدمة القضية الفلسطينية؟ القضية الفلسطينية متروكة للفلسطينيين أنفسهم، ولاسيما «حماس» بالنسبة إلي، فهم أعلم بمن يضعون أيديهم في يده، فإذا وضع علماء «حماس» أيديهم في يد من سميتَ فلستُ أفضل منهم ولا أنزع يدي إلا ممن نزعوا أيديهم من يده... - ستزور الدارالبيضاء قريبا. هل تفكر في زيارة المتحف اليهودي، الذي يعتبر الوحيد على المستوى العربي والإفريقي؟ لا أفكر في ذلك، لكنك إذا أخذتني إليه، أكون لك من الشاكرين... - إذا زرته، ما الذي ستقوله لمديره شمعون ليفي؟ هذا متوقف على ما سيقوله هو لي، إنْ حدث بيننا حوار. وعلى كل حال، سأقول له حسنا. قال الله تعالى «وقولوا للناس حسنا».. للناس، وليس فقط للمسلمين. - ما هي الأسباب التي جعلتك من مشجعي فريق ال«بارصا» الإسباني؟ «أهّاه».. دخلنا في «الصح» (يضحك). أنا أمزح «الصح» هو الدين، وأما «البرصا» فلعب ولهو وتجارة و«بزنيس»، لكنني شغوف بفريق ال«بارصا» لكرة القدم إلى حد الإدمان. أنا لا أشاهد إلا فريقين اثنين، أولهما الفريق الوطني وثانيهما ال«بارصا». - من هو لاعبك المفضل في ال«بارصا»؟ كلهم، إلا أن ميسي وإنييستا وبويول وتشافي «يطربونني» طربا، إنهم كما يقول ذلك المعلق: «بالمليمتر يا حبيبي بالمليمتر»... - ألا ترى أن عولمة كرة القدم وتحولها إلى مجال للمضاربات يشكّل نوعا من الاستلاب والتتفيه للإنسان؟ أرى ما ترى، لكن ماذا أصنع؟ ما يستهويني شخصيا هو الأداء والفرجة المضمونة.. المسائل الأخرى التي تستثمر الرياضات لا حيلة لنا فيها، على العموم. - هل تجيز للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم أن يفطروا في رمضان، إذا كانوا في مقابلة مصيرية حاسمة؟ إذا كانوا على سفر، فالرخصة منصوص عليها في القرآن الكريم «فعدة من أيام أُخَر»، سواء كانوا في مقابلة حاسمة أو ودية، ومن كان منهم في بلدته التي يقيم فيها فلا أرى له أي رخصة «الدينْ هذا ماشي اللّعْبْ». - اشتغلت، مؤخرا، في فيلم سينمائي.. هل تقبل أن تكون عضوا في لجنة لأخلاقيات الفن؟ وما هي المعايير التي ستُحكّمها في إبداء ملاحظاتك وآرائك؟ لماذا التخلف عن تقليل الشر وتكثير الخير؟ لماذا الامتناع عن النصح، والدين النصيحة لاسيما إذا طُلِبتْ منك؟ وفي الحديث «وإذا استنصحك فانصح له»، أما المعايير فهي الشرع الإسلامي، على قاعدة هذا حلال وهذا حرام وهذا مباح... ومن ينتظر مني غير هذا فليبحث عن شخص آخر. - ألن تمانع في استعمال الآلات الموسيقية ومشاركة المرأة دون حجاب في الأعمال الدرامية؟ مهمتي، حينها، لا تتجاوز إبداء النصح في ما يُطلَب مني. أما الممانعة والاعتراض الملزم، فما أظنه يستقيم، إذن، أنا أقبل التعاون على البر والتقوى.