عزت جهات مطّلعة قرار إعفاء مدير الإنتاج في المكتب الشريف للفوسفاط في خريبكة، عبد الرزاق الكيسي، إلى توالي أحداث العنف والتخريب التي شهدتها المدينة منذ ماي الماضي، حيث تفجرت الأحداث الأولى في 13 ماي الماضي وأسفرت عن اعتقال 15 شخصا، من بينهم 11 عاملا في شركات المناولة للمكتب الشريف للفوسفاط، بينما أسفرت أحداث العنف والتخريب في «بوجنيبة» و«حظان» عن اعتقال 25 آخرين. وقد تم تعويض الكيسي، المدير السابق للمكتب، بمحسن بويحياوي، الذي أصبح على رأس المكتب الشريف. وقد ألحق الكيسي بالإدارة المركزية للمكتب الشريف للفوسفاط، غير أنه لم تُحدَّد، إلى الآن، المهمة الجديدة التي سيتولاها في الإدارة. إلا أن مصدرا مسؤولا أكد أنها ستكون مناسبة لما راكمه من تجربة على مدى 26 سنة في المركب الشريف للفوسفاط، والتي قضى منها أربع سنوات على رأس إدارة المكتب في خريبكة. وأكد حسن برعنون، مسؤول الاتصال في المكتب الشريف للفوسفاط، في تصريح ل«المساء»، أن الأمر لا يتعلق بإعفاء من المهام بسبب الأحداث التي شهدتْها خريبكة، بل إن الكيسي قضى أربع سنوات من العمل على رأس المكتب الشريف للفوسفاط في خريبكة وإن إلحاقه بالإدارة المركزية يدخل في إطار حركة انتقالية عادية. وأضاف برعنون أن المكتب الشريف خصص، بالإضافة إلى إحداث 5800 منصب شغل مباشر، أكثر من 400 مليون درهم من أجل التكوين الذي سيُخصَّص لأبناء المناطق «الفوسفاطية»، بما فيها مدينة خريبكة والجماعات المتاخمة لها، مضيفا أن الإدماج المباشر الذي يطالب به الجميع أمر صعب، لأنه لا يمكن إدماج أشخاص لا كفاءة لهم وأنه على هذا الأساس تم الانتقاء، حيث كانت الأولوية لحاملي الشهادات والدبلومات ذات الصلة بعمل المكتب الشريف، وهو ما لم يستوعبه أغلب المعطلين في هذه المناطق، حيث إن الكثيرين رفضوا الصيغة الثانية التي جاء بها المكتب رغم أهميتها ورغم أنها كلّفت المكتب ميزانية مهمة، يؤكد برعنون. ويذكر أن العمال «ضحايا سميسي» وحوالي 100 من معطلي مدينة خريبكة يعتصمون أمام الإدارة المركزية للمكتب الشريف للفوسفاط في الدارالبيضاء، حيث يخوض عمال الشسميسي» اعتصاما مفتوحا منذ أول أمس الأربعاء، فيما يعتصم المعطلون منذ قرابة شهر ونصف للمطالبة بالإدماج.