سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث عنف وسرقة وتخريب ممتلكات فوسفاطية في مواجهات بخريبكة المحتجون اعتبروا إدماج 270 شخصا في سوق العمل غير منصف والمكتب الشريف للفوسفاط يحملهم المسؤولية
اندلعت من جديد، أول أمس الثلاثاء، أحداث عنف وسرقة وتخريب ضد ممتلكات المكتب الشريف للفوسفاط ومنشآت عمومية في خريبكة بعد إعلان إدارته عن أسماء المرشحين للعمل في مرافق المكتب والذين حدد عددهم في 270 شخصا، منهم مائة شخص من خريبكة وحوالي 50 شخصا من حطان وحوالي 120 شخصا من بونوار. واندلعت هذه المواجهات بعد أن علم أبناء هذه المناطق بأن هذا العدد المرشح للعمل في المكتب الشريف للفوسفاط قليل وغير منصف لهم، خاصة وأن المناصب التي وعد المكتب بتخصيصها لأبناء المدينة ونواحيها لا تمثل أي شيء مقارنة بال30 ألف طلب للإدماج التي تقدم بها معطلو المنطقة. وأكدت مصادر «المساء» أن أعمال الشغب انطلقت حوالي الثالثة بعد الظهر بعد أن عمدت مجموعة من الأشخاص إلى إضرام النار في الشارع العام بحي البيوت، وهو ما دعا مصالح الأمن إلى تطويق المنطقة، قبل أن ينتقل الأشخاص أنفسهم إلى مقتصدية السلام التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط ويقتحموها ليقوموا بأعمال تخريب ونهب شمل سرقة مبالغ مالية من صندوق المقتصدية، كما عمد المحتجون إلى سرقة مواد غذائية واستهلاكية، منها السكر والزيت ومواد التنظيف وغيرها، علاوة على إقدامهم على تخريب وإتلاف أجهزة وممتلكات كانت موجودة داخل بناية المقتصدية. وأكدت مصادر «المساء» أن حالة من الغضب عمت صفوف أبناء المدينة بعد أن انتهى إلى علمهم أن عدد المستفيدين في المدينة من الإدماج في المكتب ضئيل جدا مقارنة بما كان متوقعا، كما أن عددا من المستفيدين ليسوا في وضعية عطالة، ذلك أن بعضهم من المهاجرين المقيمين بالخارج، وآخرون موظفون في مؤسسات عمومية وأساتذة، في حين تم إهمال ملفات المعطلين الذين لا مورد مالي لهم، ومنهم حاملو شهادات عليا ودبلومات، ومن بينهم أيضا عمال سابقون بسميسي تم إقصاؤهم من الإدماج في المكتب. وقضت بوجنيبة ليلة ساخنة، حسب مصادر من المنطقة، حيث استمرت المواجهات بين رجال الأمن وعدد من أبناء المنطقة حتى ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء الأربعاء، تم فيها التراشق بالحجارة، وأضافت المصادر نفسها أن المواجهات استمرت في البلدية حتى ساعات أولى الصباح من أمس الأربعاء، وهي المواجهات التي وصفتها المصادر ذاتها ب«العنيفة» ما بين المحتجين وقوات محاربة الشغب التي توزعت بأهم شوارع المدينة لمحاصرة المتظاهرين الذين أصيب بعضهم بجروح. وكان المحتجون قد قاموا باقتحام الباشوية احتجاجا على عدم توصلهم باستدعاءات من المكتب الشريف للفوسفاط وعلى سياسة الانتقاء. ولم تستثن أعمال العنف والاحتجاج وادي زم وبونوار وبلدية حطان، هذه الأخيرة التي قام فيها المحتجون بوقف الحافلات ومنعها من مغادرة المدينة، وهو الوضع الذي تمت السيطرة عليه بعد التدخل الأمني الذي حرر هذه الحافلات ومكنها من استئناف عملها. وأكد مسؤول الاتصال في المكتب الشريف للفوسفاط أن ما قام به أشخاص ملثمون، اقتحموا مقتصدية المكتب الشريف، ينم عن اللامسؤولية على اعتبار أن ما قاموا به من تخريب للأجهزة وسرقة لمحتويات المقتصدية ونهب لأموال صندوقها هو عمل متهور ورد فعل متسرع، خاصة أن الاستدعاءات التي توصل بها البعض هي دفعة أولى فقط ومازال هناك المزيد منها، وأن المكتب الشريف سيلتزم بكل الوعود التي قدمها على الرغم من أنها تفوق طاقته، وذلك وفق الصيغ الثلاث التي قدمها، وهي الإدماج المباشر لفائدة 5800 شخص، والتكوين بمنحة ل15 ألف شخص، علاوة على عدد مفتوح لحاملي المشاريع الذين سيقدم إليهم المكتب مساعدة للنهوض بمشاريعهم الذاتية. وأضاف المصدر نفسه أن استفادة بعض المهاجرين أو الموظفين من أبناء المدينة تندرج في الصيغة الثالثة، لأنهم من حاملي المشاريع. كما أكد أنه لم يتم إلى حد الآن تقييم الخسائر التي لا شك أنها فادحة. وفي سياق متصل، عقدت يوم أمس الأربعاء جلسة محاكمة جديدة للمعتقلين ال15 من عمال شركات المناولة في أحداث العنف التي شهدتها المدينة قبل شهرين، والتي تميزت بحدوث حالات إغماء ومشادات بين العائلات المحتجة ورجال الأمن بعد أن منعت تلك العائلات من دخول القاعة، وهو ما تطلب نقل هذه الحالات إلى المستشفى لتلقي العلاج. وتخوض أمهات وزوجات المعتقلين ال15 منذ بداية الأسبوع اعتصاما مفتوحا أمام محكمة الاستئناف في خريبكة، احتجاجا على اعتقال أقاربهن ومطالبة بإطلاق سراحهم بعد أن تدهورت أوضاعهم الصحية إثر استمرارهم في الإضراب عن الطعام الذي دخلوا فيه منذ ال25 من ماي الماضي، وهو ما تسبب لهم في حالة من الوهن والهزال ستكون لها أضرار جانبية على صحتهم، تؤكد ل«المساء» بعض العائلات التي أبدت تخوفها على صحة أبنائها وعزمها على الاستمرار في الاعتصام إلى أن يتم إطلاق سراحهم.