علق عدد من المعطلين من أبناء مدينة خريبكة اعتصامهم المفتوح بعد أن أن أعلن المكتب الشريف للفوسفاط عن عزمه تخصيص مناصب مالية لفائدة أبناء المنطقة، خاصة أبناء المتقاعدين منهم. وتقرر ذلك خلال اجتماع جمع عامل الإقليم، محمد صبري، ومنتخبين ومدير التنمية المستدامة مع أبناء متقاعدي المجمع الشريف للفوسفاط، ومنهم حاملو شهادات عليا. وحدد المسؤولون المشاركون في الاجتماع تاريخ فاتح يوليوز المقبل موعدا للإعلان عن عدد مناصب الشغل بالأوراش المنجمية وبمصالح أخرى تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، وهي مناصب سيشغلها أبناء المنطقة على وجه الخصوص، أغلبهم من المعطلين من أبناء المتقاعدين. وتقرر هذا التاريخ بعد عملية التسجيل، التي شملت عددا كبيرا من أبناء المنطقة. كما تم حصر اللوائح وفحص دقيق للملفات التي قاربت 32 ألف ملف من أجل فرز هذه الملفات، وفق مؤهلات أصحابها. وطرح المسؤولون ثلاث صيغ من أجل التوظيف، أولاها تكوين مرفوق بمنحة، حيث سيفتح باب التكوين أمام حوالي 15 ألف مستفيد بمدارس ومعاهد عليا مع منحهم منحا تصل إلى 2000 درهم لتوفير ظروف ملائمة لهم للتحصيل العلمي. والصيغة الثانية تتعلق بتمويل المكتب الشريف لحاملي مشاريع صغرى ذاتية من خلال إحداث صندوق للمساعدة الاجتماعية لتحسين وضعية متقاعدي الفوسفاط وأسرهم، إضافة إلى تقديم الدعم والإعانات للمناطق الأكثر تضررا بالإقليم، ومن بينها على الخصوص جماعتا حطان وبوجنيبة، التي فك المعطلون بها اعتصامهم بالسكة الحديدية عقب الاجتماع، حيث كانوا يمنعون مغادرة القاطرات المحملة بالمواد الخام. أما الصيغة الثالثة التي عرضها المسؤولون، فتتعلق بالإعلان عن توظيفات مباشرة، أكد مصدر مطلع أن المستفيدين منها سيكونون الأقل عددا من غيرهم ضمن الصيغ المقدمة، والتي جاءت كحلول ظرفية لامتصاص غضب المحتجين. وأكد بعض المعطلين من أبناء المنطقة الذين شاركوا في الاجتماع أن المبادرة تشكل بانسبة إليهم دفعة قوية نحو الأمام لشق مستقبلهم الذي كان «مؤجلا» إلى حين، كما أن هذه المبادرة ستمتص غضب شريحة واسعة من أبناء المنطقة الذين عاشوا أجواء مشحونة بسبب «اللامبالاة». وأكد عبد الرحيم (أحد المعطلين) أن ما يروج بخصوص عدد المناصب المرتقب تخصيصها لأبناء المنطقة سيكون في حدود 5600 منصب، وهو ما تكتم عليه المسؤولون المشاركون في الاجتماع، حسب المصدر نفسه، لأنه لم يتم الإفصاح عن عدد المناصب الأكيدة والرسمية التي سيتم توفيرها، والتي سيكون فيها الإدماج بشكل مباشر. وأكد بعض المعطلين المشاركين في الاجتماع أنهم طالبوا بالتطبيق الفوري للفصل السادس من النظام الأساسي للمجمع الشريف للفوسفاط، والذي يقضي بتشغيل أبناء المتقاعدين بدون قيد أو شرط. كما طالبوا بعدم مراجعة نظام شركات المناولة والحد مما أسموه «المحسوبية» داخل هذه الشركات، وأكدوا على مطلبهم المتمثل في إرجاع جميع عمال شركة «سميسي» إلى وظائفهم وتسوية وضعياتهم المادية والإدارية، بالإضافة إلى عدة مطالب أخرى لإنصاف المتقاعدين وأسرهم بالدرجة الأولى.