سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معطلو اليوسفية يطلقون «سراح» قطارات وشاحنات المكتب الشريف للفوسفاط بعدما تعهدت الإدارة بتشغيلهم استئنافية خريبكة تنظر يوم الأربعاء المقبل في ملف أزيد من 30 معتقلا على خلفية أحداث الشغب والتخريب
أطلق المعطلون المعتصمون في مدينة اليوسفية ونواحيها «سراح» القطارات والشاحنات التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، والتي منعوها لحوالي أسبوع كامل من العمل ومن نقل المواد الكيماوية والفوسفاطية إلى المجمّع، بعد نتائج اللقاء العاجل الذي عقده مدير المجمع الشريف للفوسفاط بالنيابة مع المعطلين. وقد أسفر اللقاء، الذي حضره كل من الكاتب العام لعمالة اليوسفية وممثلون عن السلطة المحلية ومندوب التشغيل ورئيس المجلس الجماعي وبعض مستشاريه وفعاليات جمعوية وحقوقية وممثلون عن المعطلين، عن مراجعة اللائحة السابقة التي توصلت بها إدارة المكتب الشريف قصد الإدماج المباشر داخل المجمع وتطعيمها بلائحة تكميلية ستخصص لشباب اليوسفية تحديدا. وبعد يوم عصيب عاشته مدينة اليوسفية، توقفت معه نبضات قلب الساكنة والمراقبين في انتظار ما سيسفر عنه اللقاء العاجل، الذي عقده مدير المجمع الشريف للفوسفاط بالنيابة مع المعطلين، الذين «شلّوا» حركة القطارات والشاحنات التابعة لمجمع الفوسفاط، قام الشباب المحتجون بإزالة الأحجار من وسط السكك الحديدية وجمعوا الخيام التي نصبوها وأعلنوا عن تعليق معتصمهم وكل أشكال احتجاجهم بعد التوصل، أول أمس الأربعاء، إلى حل مع الإدارة المركزية لمجموعة المجمع الشريف للفوسفاط. ومن جهة أخرى، تنظر غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في خريبكة في ملف أزيد من 30 معتقلا يوم الأربعاء المقبل، على خلفية أحداث الشغب والعنف التي عرفتها المدينة والقرى المنجمية المتاخمة لها، والتي أسفرت عن اعتقال 13 شخصا في جماعة «بوجنيبة»، من بينهم اثنان من المنتظَر أن يكون قد تقرر الرفض أو الموافقة على سراحهم المؤقت، والذي يوجد من بينهما قاصر، كما تم اعتقال شخصين من «بئر مزوي» واثنين آخرين من «حطان»، بالإضافة إلى المعتقلين ال15 على خلفية الأحداث التي كانت قد عرفتها مدينة خريبكة عقب «احتلال» خط السكة الحديدية في ماي الماضي. وأكدت مصادر «المساء» أن هيأة الدفاع عن المعتقلين طالبت بإجراء خبرة طبية لهم، مؤكدة أنهم تعرضوا للتعذيب أثناء وبعد الاعتقال، وهو الطلب الذي قبلته المحكمة، كما اعتبر الدفاع التُّهَم الموجهة للمعتقلين «خطيرة»، خاصة المتعلقة منها بتكوين عصابة إجرامية، التي ينتفي فيها ركن الاتفاق بين المعتقلين، حسب الدفاع، كما تقول المصادر نفسها. ومن المنتظَر أن ينظم المعطلون، مدعومين بعائلاتهم، مسيرة احتجاجية ابتداء من الخامسة عصرا من أمس الخميس، تنطلق من أحياء المدينة في اتجاه إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، تأكيدا لمطالبهم المُلِحّة في الشغل. وأكد بلاغ صادر عن «شباب الكرامة» أن المعطلين عازمون على الاحتجاج والتصعيد، يقينا منهم بأحقيتهم في العيش بكرامة. وكانت مدينة» بوجنيبة» (12 كلم عن خريبكة) مدينة شبه معزولة ويمنع الدخول أو الخروج منها، حيث عرفت أحداث شغب وتكسير وإضرام نار ورمي بالحجارة ووضع متاريس (بوطوات) قطعت الطريق الرئيسية الرابطة بين خريبكة وواد زم. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر لها ارتباط بملف معطلي اليوسفية، فإن السلطات المحلية ستشرف على لجن مختلطة مهمتها إحصاء اثنين من المعطلين في جميع الأسر، على أساس أن يتم توظيف أحدهما مباشرة، وخضوع الثاني للتكوين على أساس توظيفه مع نهاية المرحلة، كما التزمت إدارة إحدى أكبر المؤسسات الإنتاجية في المغرب بتقديم منح للمستفيدين من التكوين. وتأتي هذه الزيارة التي قام بها ممثل المجمع الشريف للفوسفاط للمعتصمين المعطلين وأبناء متقاعدي ومتوفي المكتب الشريف للفوسفاط بعد الخسائر الكبيرة التي تكبَّدها المجمع، والتي قُدِّرت بحوالي 6 ملايير، جراء توقيف إمدادات الفوسفاط الخام إلى المركّب الكيميائي بأسفي من طرف العاطلين. وقد أكد كاتب العام لعمالة اليوسفية أن الجهة الوصية، وبتنسيق مع المجمع الشريف للفوسفاط، ترمي إلى إنعاش حركية الإقليم الاقتصادية وإلى جعل شبابه ينفتحون على مجال الشغل. كما أكد أن عملية التكوين التي طرحها المجمع الشريف للفوسفاط لا تعني الإقصاء أو التهميش، بل تعني رسم مسار مهني مستقبلي.